بعد أقل من أسبوعين على دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأميركية حيز التنفيذ، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، شعبه إلى الوحدة لمواجهة الأزمات، على خلاف للتصريحات النارية وخطابات التحدي في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

وقال روحاني، في خطاب متلفز عند ضريح الإمام الخميني، "الشعب الإيراني سيتجاوز المشاكل الحالية، وسنحبط مؤامرات الأعداء مثلما أحبطنا مؤامرات اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ، ومؤامرات واشنطن في مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأثبتنا كذب ادعاءاتهم أمام الرأي العام العالمي".

Ad

ودعا روحاني إلى التكاتف في وجه الانتقادات من جميع الأطراف، لتعاطيه مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وزيادة أسعار المواد الغذائية وانهيار العملة ونهجه في التعامل مع واشنطن، مضيفاً: "ليس الوقت الآن لأن نلقي العبء على كاهل آخرين. يجب أن نمد يد العون بعضنا لبعض". وتابع: "حل مشاكل البلاد والتصدي لمؤامرات الأجانب مسؤولية كل واحد منا".

وسعى روحاني، الذي تتآكل شعبيته بشكل ملحوظ، في ظل استياء شعبي متنامٍ، إلى التقليل من أهمية الاختلافات بين أجنحة النظام المتصارعة قائلا: "لا أحد يمكنه أن يمشي في البحر ولا يتوقع أن تتبلل قدماه".

تأهب برلماني

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الهیئة الرئاسیة لمجلس الشوری، بهروز نعمتی، أنّ رئیس الجمهورية سیحضر اجتماع "الشوری" بعد غد الثلاثاء للرد علی أسئلة استجوابه.

وذكر المتحدث أن البرلمان تلقى رسالة من مساعد رئيس الجمهورية تفيد بتأكيد حضور روحاني جلسة استجوابه التي طالب بها 80 نائبا في الأول من أغسطس الحالي للرد على أسئلة حول تردي الوضع المعيشي وسوء إدارة الحكومة لأزمة تهريب السلع والعملة الصعبة وشح العملة الأجنبية وتخفيض البطالة. ويأتي ذلك في حين يبدأ البرلمان استجواب وزیر الشؤون الاقتصادیة والمالیة مسعود كرباسیان، اليوم، لمحاسبته على التردي الاقتصادي.

انتقاد أميركي

في هذه الأثناء، اعتبر الممثل الأميركي الخاص بملف إيران، بريان هوك، أن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بمنح مساعدات تنمية قيمتها 20.7 مليون دولار لإيران يبعث "رسالة خطأ في توقيت خطأ"، وحث بروكسل على التعاون مع واشنطن للمساعدة في إنهاء تهديدات إيران للاستقرار العالمي.

وقال هوك، في بيان، إن "المساعدة الخارجية من دافعي الضرائب الأوروبيين ترسخ قدرة النظام الإيراني على تجاهل احتياجات شعبه، وتكبت إجراء تغييرات سياسية جادة".

وأضاف أن "الشعب الإيراني يواجه ضغوطا اقتصادية حقيقة جدا نتيجة فساد وسوء إدارة حكومتهم والاستثمار الكبير في الإرهاب والصراعات الخارجية". وتابع: "يجب على الولايات المتحدة والاتحاد بدلا من ذلك العمل معا لإيجاد حلول دائمة تدعم بشكل حقيقي الشعب الإيراني، وتنهي تهديدات النظام للأمن الإقليمي والعالمي".

ورأى هوك أن "توافر قدر أكبر من الأموال في يد آيات الله يعني مزيدا من الأموال للقيام باغتيالات في كل الدول الأوروبية".

واستهدف القرار، الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي بتقديم مساعدات، تعويض تأثير العقوبات الأميركية مع محاولة الدول الأوروبية إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يحد من طموحات طهران النووية بعد انسحاب واشنطن الأحادي منه في مايو الماضي.

ويمول الاتحاد الأوروبي حزمة أوسع تبلغ قيمتها 50 مليون يورو مخصصة في ميزانية الاتحاد لإيران، التي هددت بوقف الالتزام بالاتفاق النووي إذا لم يحقق لها المزايا الاقتصادية المتعلقة برفع العقوبات.

تصدير الكهرباء

في سياق آخر، استأنفت طهران تصدير الكهرباء إلى العراق وأفغانستان وباكستان، بعد انتهاء أزمة الكهرباء التي واجهتها في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الطاقة رضا أردَكانيان، أمس، إنّ الخطوة تأتي في ظل الالتزام بالتعهدات مع دول الجوار في مجال الطاقة.

وعن تسديد العراق لديونه المتعلقة باستيراده السابق للكهرباء من إيران أشار الوزير إلى بدء الجانب العراقي بتسديد ديونه تدريجياً، معرباً عن أمله أن يتم الاسراع في التسديد.

كما صرّح أردَكانيان بإمكانية استيراد كهرباء من تركمانستان وأرمينيا إذا تطلبّت الحاجة. وكشف الوزير عن تأسيس بلاده 25 محطة كهرباء جديدة لتوفير 4 آلاف ميغاواط.

الطاقة النووية

وأوضح المسؤول الإيراني أن بلاده استأنفت محادثات مع روسيا بشأن تشييد محطة جديدة للطاقة النووية تصل إلى ثلاثة آلاف ميغاواط، مؤكداً القدرة حاليا على إنتاج ألف ميغاواط من الكهرباء بالطاقة النووية.

وتدير طهران بالفعل مفاعلا نوويا شيدته روسيا في بوشهر كان الأول لديها. ووقعت روسيا اتفاقا مع إيران في 2014 لإنشاء ما يصل إلى ثمانية مفاعلات أخرى في البلاد.

إلى ذلك، قتل 10 أشخاص وأصيب 5 آخرون، أمس، بانفجار سخان ماء ضخم في مدينة مشهد أدى إلى تدمير 3 منازل بشكل كامل بشمال شرق البلاد.