في مقدمة «النسوية وحقوق المرأة حول العالم، الكتاب الأول: الإرث والأدوار والقضايا»، توضح المؤلفة ميشيل بالودي Michele Paludi، أن ثمة مواقف كثيرة ترمي باللوم على المرأة في الأحوال والظروف كافة، «فدائماً ما تبقى النظرة الذكورية هي المسيطرة، لأن عمل المرأة لا ينجز أبداً ويدفع له أقل مما يستحقه أو لا يدفع له أصلاً، أو لأنه ممل أو مضجر، وأننا أول ما يطرد، وما نبدو عليه أهم مما نفعله، وإذا ضربنا فلا بد من أننا استحققنا ذلك، ولو دافعنا عن حقوقنا فإننا عدوانيات و«غير أنثويات»، وإن لم نفعل فإننا مثال للإناث الضعيفات، ولو أردنا الزواج فإننا خارجات لاقتناص رجل، وإن لم نفعل فإننا غير سويات»... وغيرها من مواقف تنظر إلى المرأة نظرة دونية.وفي هذا الكتاب، يقدم فريق متميز من الباحثين ثروة من الأبحاث المعاصرة تناقش القضايا والتناقضات المحورية المتعلقة بالحركة النسوية العالمية، ذلك من خلال فصول تتناول الصورة النمطية للمرأة النسوية العالمية، وفروق النوع، وظروف المرأة في التعليم، وعملها، والشخصية النسائية السياسية. كذلك يقدم الكتاب رؤية متكاملة للباحثين في القضايا النسوية والمهتمين بحقوق المرأة، سواء في التعليم أو العمل أو العلاقات الشخصية أو المنزل.
ويناقش المشاركون جهود دمج النسوية في تخصصات عدة من بينها التعليم والعمل والعلوم والجيش والسياسة، فثمة ثلاثة أنواع من المشكلات في التخصصات والمناهج الدراسية المتعلقة بالمرأة، وهي الإغفال والتشويهات والتسطيحات، ويذكر كل واحد من المشاركين أين لاحظ التحيز ضد المرأة، وأين قامت التصحيحات النسوية بإعادة الهيكلة، بالإضافة إلى القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج إلى مزيد من البحث والتصحيحات.يقع الكتاب في 357 صفحة، مُوَّزعة على 12 فصلاً، تأتي بالعناوين التالية: «خرافة المرأة النسوية عدوة الرجل، فروق النوع: الحجج المتعلقة بالقدرات، النساء في التعليم: الطالبات وأساتذة الجامعة حول العالم، بأصوات النساء، حياة العمل بوصفها بيتاً: قصة الأرضيات والحوائط والأسقف، النساء بوصفهن قيادات دينية: تقدم وجمود، الشخصية السياسية النسائية: الملكة فيكتوريا، والين جونسون سيرليف وميشال باشيلي، النساء في الجيش: هل حان الوقت لإزالة التمييز عن الأدوار القتالية؟ نساء الأقليات الجنسية: مصادر الوصم بالعار ونتائجه، قضايا خاصة بالنساء المعاقات، عدم الرضا عن الجسم واضطرابات الأكل»، بينما يحمل الفصل الأخير عنوان «برامج دراسات المرأة في الولايات المتحدة».
نبذتان
• د. ميشيل بالودي محررة سلسلة «علم نفس المرأة»، ومؤلفة ومحررة لـ33 كتاباً جامعياً وأكثر من 160 مقالة علمية وعروض مؤتمرات عن التحرش الجنسي والإيذاء. حصل كتابها «طاقة العاج: التحرش الجنسي في الحرم الجامعي» الصادر عام 1990، على جائزة مركز ماير للكتاب المتميز في حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأميركية.• المترجم خالد كسروي تخرج في كلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر عام 2006، له عدد كبير من الأعمال المترجمة، من بينها «روزان والإسكندر (ثلاثية روائية)، والعولمة والثقافة، ودليل التدريب على إدارة الأعمال، والمرأة في حياة العظماء الخمسة».