تلقت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي تواجه موجة سخط شعبي متصاعدة جراء تردي الأوضاع المعيشية ضربة جديدة أمس، مع سحب مجلس الشورى (البرلمان) الثقة من وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان.

وخسر كرباسيان تصويتاً لطرح الثقة بعد استجوابه، وتم بثه مباشرة عبر الإذاعة الرسمية بـ137 صوتاً مقابل 121 وامتنع نائبان عن التصويت، ما يجعله ثاني وزير في حكومة روحاني يتم عزله خلال الشهر الجاري.

Ad

واستجوب النواب كرباسيان بسبب أدائه السيئ في مواجهة الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد مع إعادة واشنطن فرض عقوبات اقتصادية عليها دخلت الحزمة الأولى منها حيز التطبيق مطلع أغسطس الجاري.

واعتلى كرباسيان منصة الاستجواب في جلسة علنية برئاسة رئيس البرلمان علي لاريجاني، ورد على محاور الاستجواب المقدم، بينما لم يقتنع أغلبية نواب البرلمان بإيضاحاته.

وأقال البرلمان الإيراني، قبل أسبوعين وزير العمل والشؤون الاجتماعية علي ربيعين على خلفية تصريحات قال فيها، إن «مليون مواطن فقدوا وظائفهم، مع بدء سريان العقوبات الأميركية على إيران».

فرص النووي

ويشير معارضو حكومة روحاني إلى أنها أضاعت الفرص الناجمة عن الاتفاق النووي الذي يبدو اليوم أنه انتهى بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه في مايو، وأعادت فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وقال النائب المحافظ عباس بايزاده، في خطاب ألقاه قبل جلسة التصويت، إن «عدم الفعالية وانعدام التخطيط لا علاقة لهما بالعقوبات»، مندداً بـ»القرارات الخاطئة التي أضرت بالشعب ودفعت أفراداً إلى نهب المال العام».

وجاءت الضربة قبل يومين من مثول روحاني أمام البرلمان لاستجوابه بشأن الأزمة الاقتصادية وتطورات الاتفاق النووي، الذي تسعى الدول الأوروبية إلى الحفاظ عليه عبر منح طهران امتيازات اقتصادية لتعويضها عن عقوبات واشنطن وإقناعها بالالتزام بعدم تطوير برنامجها النووي لأغراض عسكرية.

وشهدت إيران في ديسمبر الماضي تظاهرات بسبب الوضع الاقتصادي شملت أكثر من 80 مدينة وبلدة وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً. وتواصلت بشكل متقطع بقيادة سائقي الشاحنات والمزارعين والتجار في سوق طهران.

مساعد نجاد

من جانب آخر، أفادت وكالة «فارس» بمثول اسفنديار رحيم مشائي مساعد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد أمام الغرفة الأولى لمحكمة الثورة بطهران للبت في التهم الموجهة إليه أمس الأول.

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشائي وهو يشارك الخميس الماضي في تظاهرة أمام السفارة البريطانية في طهران رفضاً لحبس النائب السابق حميد بقائي، الذي حكم عليه في ديسمبر الماضي بالحبس 15 عاماً لإدانته بقضايا فساد واختلاس أموال والإفادة بشكل غير مشروع من مبادلات عامة.

وفي وقت سابق، أعلن محامي مشائي أن موكله لن يحضر جلسة المحاكمة المحاطة بالسرية. وشغل مشائي منصب نائب الرئيس في 2009 مع بدء الولاية الثانية لنجاد قبل أن يجبره المرشد الأعلى علي خامنئي على التنحي بسبب تصريحه بأن إيران «صديقة للشعبين الأميركي والإسرائيلي».

في غضون ذلك، اتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إدارة الرئيس دونالد ترامب بشن حرب نفسية على إيران وشركائها التجاريين بعد أن فشلت على مدار عام ونصف العام في «إزعاجنا ودفعنا لمغادرة المعاهدة المبرمة في 2015».

وقال في تصريحات لوكالة «تسنيم»: «منذ أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق لم يصل الأميركيين إلى أهدافهم التي أرادوا الوصول إليها» في إشارة إلى سعي واشنطن لإرغام طهران على تقديم تنازلات بملفها النووي وبرنامج تسلحها الصاروخي وأنشطتها في المنطقة ودعمها للمليشيات المسلحة.

من جهته، أكد القائد العام لـ«الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري في كلمة أمس، أن «الشعب الإيراني مصمّم على صموده في مواجهة المؤامرات والدفاع عن مبادئ الثورة والجمهورية، واجتياز الظروف الراهنة».

تحطم طائرة

في سياق آخر، قتل الطيار الإيراني المشهور، منوشهر فتاحي، أمس، جراء تحطم مقاتلته من طراز «إف ـ 5» أثناء هبوطها بقاعدة جوية في محافظة خوزستان.

وأشارت وكالة «مهر» إلى أن الطائرة تحطمت بسبب خلل فني لدى هبوطها على مدرج مقر الصيد الرابع في مدينة دزفول، على مسافة 460 كم جنوب غربي العاصمة، وأن التحقيقات جارية لكشف تفاصيل الحادث.

طهران والدوحة

وفي اتصال هاتفي هنأ فيه أمیر قطر الشيخ تميم بن حمد بعید الأضحى ودعاه لحضور اجتماع القمة الثالث لمنتدى حوار التعاون الآسیوي بسبتمبر المقبل، أكد روحاني أن طهران تسعى لتوسیع وتمتین العلاقات مع الدوحة، مشيراً إلى أن هناك العدید من الفرص لتطویر التعاون في المجالات السیاسیة والاقتصادية، ولیس هناك عائق أمام دعم التعاون المشترك.

زلزال كرمنشاه

على صعيد منفصل، ضرب زلزال عنيف قدر المعهد الأميركي للرصد الجيولوجي شدته بست درجات، قبل فجر أمس، غرب إيران متسبباً بمقتل شخصين وجرح 241 آخرين بينهم 6 إصابات خطيرة. وشعر سكان العاصمة العراقية بغداد بالهزة الأرضية.

وحدّد المعهد مركز الزلزال على عمق عشرة كيلومترات فقط وعلى بعد 26 كلم جنوب غرب مدينة جوانرود في محافظة كرمنشاه، حيث أوقع زلزال مدمر العام الماضي مئات القتلى وآلاف الجرحى.