إسرائيل تتوقّع حرباً كبرى وتشتري صواريخ تغطّي المنطقة

بلدية القدس توسع ساحة صلاة اليهود في «الأقصى»... ووزير يطلب ملاحقة نواب عرب بتهمة الخيانة

نشر في 28-08-2018
آخر تحديث 28-08-2018 | 00:04
فلسطينيون بدو من قبيلة الرشايدة يتنقلون على الحمير على جبل يطل على البحر الميت أمس الأول (أ ف ب)
فلسطينيون بدو من قبيلة الرشايدة يتنقلون على الحمير على جبل يطل على البحر الميت أمس الأول (أ ف ب)
بالتزامن مع توقع خبرائها نشوب «حرب كبرى في الشرق الأوسط» من أطرافها الرئيسية إيران و«حزب الله»، كشفت إسرائيل أنها ستمتلك صواريخ بالغة الدقة، يمكنها الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط.
كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، عن توقيع عقد مهم مع مجموعة أسلحة وطنية لتطوير وإنتاج صواريخ قادرة على إصابة أي هدف في المنطقة برمتها، موضحة أنه يبلغ مئات ملايين الشيكلات (الدولار يساوي 3.63 شيكلات)، دون أن تورد أي تفاصيل حول نوع الأسلحة المطلوبة والبلدان أو الأهداف التي قد تضربها.

وستتولى المجموعة العامة للصناعات العسكرية الإسرائيلية (آي إم آي) إنتاج الصواريخ بالتعاون مع الهيئة المكلفة تطوير أنظمة الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع.

وبات قسم من الصواريخ في طور الإنتاج، في حين القسم الآخر ما زال في مرحلة البحث والتطوير.

وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان: "إننا نكتسب ونطور قوة نار دقيقة ستسمح لنا بتكثيف وتعزيز قدراتنا الهجومية وتغطية مجمل المنطقة في غضون بضع سنوات".

وفي وقت سابق، كتب ليبرمان على "تويتر"، إن "إسرائيل ستمتلك صواريخ دقيقة، يمكنها الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط، نحن نجعل من الجيش الإسرائيلي أكثر قوة وتنوعاً وتطوراً".

مواجهة كبرى

بالتزامن، أشار تقرير أعده الخبيران الإسرائيليان، الرائد في الجيش نداف بين حور، والخبير في الشؤون العسكرية مايكل آيزنشتات، إلى أن "التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية لإسرائيل، تثير مخاوف من وقوع مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أو اندلاع حربٍ بين إسرائيل وإيران في سورية".

وأرجع الخبيران هذه التوترات إلى "جهود يبذلها حزب الله وسورية - بمساعدة إيران - لإنتاج صواريخ عالية الدقة في لبنان وسورية، يمكن أن تشلّ البنية التحتية الحيوية لإسرائيل وتجعل الحياة هناك غير محتملة، من جهة، وجهود إيران لتحويل سورية إلى نقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد إسرائيل ومنصة لإبراز القوة في بلاد المشرق من جهة أخرى".

ولفت التقرير، في هذا السياق، إلى أن "إسرائيل نفذت منذ عام 2013 أكثر من 130 ضربة في سورية ضد شحنات من الأسلحة الموجهة لحزب الله، وتوسيعها مثل هذه الهجمات منذ أواخر عام 2017 لتشمل المنشآت العسكرية الإيرانية في سورية".

وحذر الخبيران من إمكانية "اندلاع حرب على جبهات متعددة، وفي أماكن بعيدة، وتدور على الأرض وفي الجو وفي البحر، وفي مجال المعلومات والنطاق السيبراني، من قبل مقاتلين من حزب الله وإيران وسورية والعراق وأفغانستان وباكستان، وحتى من اليمن".

ورجح التقرير كذلك أن تندلع مثل هذه الحرب "نتيجة لتصعيد غير مقصود، في أعقاب إجراء إيراني آخر ضد إسرائيل من سورية، أو في أعقاب ضربة إسرائيلية في لبنان أو سورية. ويمكن أن تبدأ نتيجة لضربة أميركية أو إسرائيلية على برنامج إيران النووي".

ورأى التقرير أيضاً إمكانية أن تندلع حرب في الشرق الأوسط "نتيجة لصراع يبدأ في الخليج، لكنه يصل إلى حدود إسرائيل".

4 سيناريوهات

الخبيران وضعا سيناريوهات عدة لمثل هذه الحرب، التي توقعا أن تنشب عام 2019، أولها "حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان"، يشارك فيها الإيرانيون ومقاتلون أجانب.

السيناريو الثاني يتمثل في حرب تنشب "على الأراضي السورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية" والمسلحين الموالين لطهران "وربما عناصر من الجيش السوري".

السيناريو الثالث، حرب على جبهتين "في لبنان وسورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية"، وجماعات مسلحة موالية لإيران.

وتوقع السيناريو الرابع نشوب حرب إقليمية وُصفت احتمالاتها بالضعيفة، وتأثيرها بالقوي. وقد أقحم الخبيران في هذا السيناريو "دولتين خليجيتين أيضاً".

وتصوّر الخبيران في هذا السيناريو أن "ترد إسرائيل على الهجمات على بنيتها التحتية الحيوية بالضربات الجوية أو الهجمات الإلكترونية على قطاع النفط الإيراني أو حتى منشآت طهران النووية - مع تشجيع من دول الخليج العربية وربما دعمها اللوجستي.

وتقوم إيران بالرد على إسرائيل، لكنها تشنّ أيضاً هجمات صاروخية أو تقوم بعمليات تخريبية أو تشن هجمات إلكترونية على منشآت النفط العربية في جميع أنحاء الخليج، ما يؤدي إلى حدوث تصعيد هناك، وربما حتى إلى تدخل عسكري أميركي".

مخطط توسعة

على صعيد آخر، أقرت البلدية في مدينة القدس مخططاً يقضي بتوسعة ساحة البراق الملاصقة للمسجد الأقصى.

وكتبت صحيفة "هارتس"، أمس، إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغط باتجاه توسعة الساحة المختلطة لليهود في ساحة البراق، التي يطلقون عليها ساحة المبكى.

وأضافت الصحيفة، أن بلدية القدس كانت ناقشت الخطة مطلع الشهر الحالي، إذ تم التصديق عليها قبل أيام.

ويؤدي اليهود من الذكور والإناث بشكل مختلط طقوساً دينية في الساحة المختلطة لحائط البراق وهو جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى.

يأتي هذا بعد أيام من طلب المحكمة العليا الإسرائيلية من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان وجهات حكومية إرسال تفسيراتهم وحججهم، التي تمنع اليهود من الصلاة داخل المسجد الأقصى.

في غضون ذلك، طالب وزير وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين، أمس، بملاحقة النواب العرب في الكنيست بتهمة "الخيانة"، بعد أنباء عن سعيهم استصدار قرار أممي يدين إسرائيل على خلفية "قانون القومية" اليهودي، الذي وصفوه بأنه يؤسس "لنظام فصل عنصري".

وقال ليفين: "هذا تحرك آخر من جانب القائمة المشتركة العربية، هناك تعريف واحد لهذا الأمر في كل البلدان: الخيانة، وآمل أن يقوم النظام القضائي بملاحقتهم".

وللقائمة العربية المشتركة 13 نائبا في الكنيست المكون من 120 مقعدا.

«المواجهة المحتملة» ستكون العام المقبل في 5 دول
back to top