«داعش» يعيد هيكلة صفوفه من أجل البقاء

نشر في 29-08-2018
آخر تحديث 29-08-2018 | 00:00
No Image Caption
دفعت هزائم تنظيم «داعش» في العراق وسورية جهادييه إلى إعادة هيكلة صفوفهم في محاولة للبقاء في أرض «الخلافة» التي أعلنها بعد سيطرته على مناطق شاسعة في البلدين عام 2014.

وبعد 4 سنوات وفقدانه المدن التي كان يسيطر عليها في العراق، وتراجع قدراته في سورية، أصبح على التنظيم البحث عن «أسلوب جديد، خصوصاً لكسب العناصر بعد فقدانهم لأغلب مقاتليهم»، وفق مسؤول أمني.

ويؤكد خبراء أن التنظيم أجرى تغييرات جوهرية في هيكليته الإدارية.

وقلص التنظيم هيكليته التنظيمية التي كانت تضم 35 ولاية إلى 6 ولايات فيما بات يعبّر عن العراق وسورية بولاية العراق والشام بدلا من «دولة الخلافة» التي أعلنها زعيمه أبوبكر البغدادي عام 2014 على مساحات شاسعة في هذين البلدين تعتبر بحجم إيطاليا، وتضم سبعة ملايين شخص.

فعلى سبيل المثال اختفت تماماً كلمة «ولاية» عن الرقة في سورية أو الموصل أو كركوك في العراق، من خطاب الجماعة المتطرفة.

وتحدث التنظيم في مجلته الدعائية الأخيرة عن حصيلة الأعمال العسكرية، مشيرا إلى 6 ولايات لايزال ينشط فيها، وهي العراق والشام وشرق آسيا وطاجيكسان وسيناء والصومال.

ومع ذلك، في عام 2014 - حتى قبل ظهور «الخليفة» أو إعلان «الدولة الإسلامية»، كان التنظيم يفاخر بأنه انتهى من الطريق «الإمبريالي» لعام 1916 الذي رسم حدود الشرق الأوسط وأزالها بالجرافات. والآن أعادت السلطات العراقية نشر قواتها على امتداد الحدود مع سورية التي كانت معقلا وممرا لسلاح الجهاديين.

من جانبها، تمكنت قوات تابعة للحكومة السورية وأخرى عربية - كردية مدعومة من قبل التحالف الدولي، من استعادة السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

ووفق المسؤول الأمني لوكالة، فإن «هذا التغيير يؤشر على الضعف في تنظيم داعش وفقدانه كثيرا من قياداته». وتعلن السلطات العراقية بانتظام اعتقال أو مقتل قادة التنظيم أو أقارب البغدادي، مثل ابنه الذي قُتل في يوليو، بضربة بثلاثة صواريخ روسية موجهة استهدفت مغارة كان يوجد فيها في سورية.

كما أُعلن عدة مرات مقتل البغدادي، في حين عرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يعتقله. ويرى خبراء أن «التغيير يفسر عدم ثقة القيادات المركزية بأمراء الولايات في العراق وتحديد للصلاحيات التي لديهم لتقتصر على قيادة واحدة في هذا البلد».

ومع توالي الهزائم، دعا البغدادي خلال أيام عيد الأضحى، إلى مواصلة الجهاد. وقال هشام الهاشمي المتخصص في الجماعات الاسلامية، إن «خطبة البغدادي (تعد) مواساة وتعزية وبكائية وإقرارا بالهزيمة، ولوم المنافقين على وقوعها وحث للفلول الباقية على المثابرة».

back to top