اليونسكو تجدّد رعايتها للمركز الدولي لعلوم الإنسان في لبنان

نشر في 30-08-2018
آخر تحديث 30-08-2018 | 00:00
المركز الدولي لعلوم الإنسان
المركز الدولي لعلوم الإنسان
جددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في باريس، للمركز الدولي لعلوم الإنسان في مدينة جبيل شمال لبنان، كمركز معتمد من المنظمة، وذلك عبر رسالة تلقتها وزارة الثقافة، اعتبر على أثرها وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري أن «قرار منظمة اليونسكو تجديد رعايتها للمركز، هو تأكيد لدور المركز الريادي، من جهة، وموقع لبنان المميز على الخريطة الثقافية الدولية، من جهة ثانية».
بدأت فكرة إنشاء مركز دولي لعلوم الإنسان عام 1955، بعدما أطلقها الشيخ موريس الجميل وكان نائباً في البرلمان اللبناني. وفي عام 1970 أقرّ مجلس الوزراء اللبناني المشروع، وفي عام 1973 وقع لبنان اتفاقية دولية مع اليونسكو، لكن اندلاع الحرب في لبنان حال دون رؤية المشروع النور.

بعد انتهاء الحرب، تحديداً عام 1992، عقدت اليونسكو مؤتمراً دولياً في باريس لإعادة إطلاق المشروع وتأسيس المركز، وبدأت بعد ذلك المراحل العملية على الأرض. ففي عام 1999 تمّ التدشين الرسمي لمقر المركز في الحي القديم لمدينة جبيل التاريخية، وفي عام 2007 وقّع المدير العام لليونسكو كويتشيرو ماتسورا نص الاتفاقية الجديدة التي صنّفت «المركز الدولي لعلوم الانسان» في الفئة الثانية، وأصبح يعمل برعاية اليونسكو. عام 2013 عين الدكتور أدونيس العكره مديراً له.

يطل «المركز الدولي لعلوم الإنسان» على المنطقة الأثرية في مدينة جبيل التي تضم شواهد من سبع حضارات توالت عليها على مدى 7 آلاف عام، وقد استعاد دوره الرائد في احتضان العلماء والباحثين والأكاديميين، في المجالات والميادين العلمية والثقافية، وليكون نقطة انطلاق لشبكة دولية يتحقق عبرها الحوار بين مراكز الأبحاث والجامعات في العالم، ولتبادل الخبرات، ونشر الدراسات، وعقد المنتديات الدولية، ويضع لبنان على خارطة العالم الثقافية.

يعمل «المركز الدولي لعلوم الانسان» باشراف مجلس إدارة يتكون من وزير الثقافة رئيساً، ومن المدير العام لليونسكو، ومن سبع شخصيات بارزة في المجتمع الدولي، من بينها اثنتان تحملان الجنسية اللبنانية، اعضاء لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، يعينها الوزير، بعد استشارة المدير العام لليونسكو.

تعاون دولي

يهدف المركز إلى دراسة الإنسان المعاصر في علاقته مع الطبيعة والمجتمع، إضافة الى مجموعة أسئلة مرتبطة بالتطور والحوار وثقافة السلام في العالم.

بما أنه يطبق مجموعة اختصاصات ووسائل تندرج تحت التسمية الشاملة للعلوم الانسانية والاجتماعية، لا سيما علم الاجتماع، وعلم الشعوب، والتاريخ، والعلوم السياسية، والعلوم الاقتصادية، والفلسفة، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي، ودراسة الأديان، يكرّس المركز جهداً لتوضيح المسائل التي تطرحها التربية والعلوم والتكنولوجيا وعلاقات الإنسان ببيئته، والتعايش بين شعوب من ثقافات ولغات وأنظمة اجتماعية مختلفة، ولقاء الحضارات القديمة والحديثة، والعلاقات السلمية بين الدول، وحفظ السلام والأمن وتعزيزهما بغية ضمان التطور الروحي والمادي المتناغم للمجموعات البشرية واندماجها الاجتماعي، وتعزيز الفهم والتضامن الدولي والفكري والأخلاقي بصورة أفضل، الى جانب تعزيز قيم التسامح والعدالة.

مركز توثيق

يعمل المركز على تحقيق مهام عدة من بينها: إطلاق البحث والتدريب وتنظيمهما وتعزيزهما في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو في هذا السياق يتعاون مع الجامعات اللبنانية، وجامعات المنطقة، أو أي مركز آخر متخصّص في العالم. تأسيس مركز توثيق ومعلومات ومكتبة متخصصة. نشر وترويج الدراسات والأبحاث التي يجريها، أو التي تندرج ضمن مجالات البحث التي تهمّه. تنظيم منتدى واحد على الأقل، أو عدد من المنتديات سنوياً تتمحور حول نتائج الأبحاث التي يقوم بها. إعطاء الأولوية لتشجيع بناء شبكات بحث وتنظيم التعاون في ما بينها. تخصيص منح للأبحاث لما بعد مرحلة الدكتوراه، مع إلزام الباحث المستفيد من المنحة بتقديم نتائج أبحاثه الى المركز بهدف نشرها.

المركز يهدف إلى دراسة الإنسان المعاصر في علاقته مع الطبيعة والمجتمع
back to top