فكرة لمقاومة الجبري
المنهج الذي يعتنقه وزير الإعلام الحالي ينسجم تماما مع المنطق الأعوج الذي تعيشه الدولة، فأي فكرة تعارض معتقد شخص يتولى منصبا قياديا أو تعارض معتقد شخص قريب لشخص يتولى منصبا قياديا فإن تلك الفكرة المتعارضة مصيرها المنع حتما.
لا أعتقد أنها أفكاره الخاصة أو درايته ومعرفته الشخصية، وقد لا تكون قناعاته أيضا، ولكن الواضح جدا أن منهج وزير الإعلام الحالي منذ بداية حياته الوزارية هي تجنب أي مطب قد يؤثر فيه وفي منصبه غير المتوقع ولا في أقصى أحلامه بأن يكون وزيرا للإعلام في يوم من الأيام، إلا أن سمو رئيس الوزراء حقق له هذا الأمر ونصبه وزيرا للإعلام في مخالفة لكل ما هو منطقي أو طبيعي، وهو أمر ليس بغريب على سمو رئيس مجلس الوزراء.المنهج الذي يعتنقه وزير الإعلام الحالي ينسجم تماما مع المنطق الأعوج الذي تعيشه الدولة، فأي فكرة تعارض معتقد شخص يتولى منصبا قياديا أو تعارض معتقد شخص قريب لشخص يتولى منصبا قياديا فإن تلك الفكرة المتعارضة مصيرها المنع حتما، وهو منهج ليس بجديد لا على الحكومة ولا على وزراء الإعلام المتعاقبين، ولكن الجديد هو أن الموظفين في عهد الوزير الحالي باتوا يتوسعون في الجهل بغية إثارة إعجاب الوزير على ما يبدو.عموما، وبعيداً عن الاكتفاء بالتحلطم المنتشر والسائد فإني أقدم فكرة، قد تتطلب جهداً ومعرفة أكبر من قدراتي، وتمكننا من تسطيح ما تقوم به الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام من تصغير لعقولنا وإهانة لذواتنا على أمل أن تسهم هذه الفكرة في نسف الرقابة غير المنطقية على العقول والأفكار.
الفكرة باختصار تطبيق إلكتروني يمول من مؤسسات المجتمع المدني (علما أن التكاليف غير كبيرة) يقوم بتحميل الكتب كل الكتب إلكترونيا بشكل لا يتجاوز الملكية الفكرية للناشرين نظير مبالغ بسيطة، على أن يقوم هذا التطبيق بمتابعة ما تمنعه الرقابة الكويتية من كتب بشكل مستمر وتقدمها بشكل مجاني لمستخدمي التطبيق، وبالتالي يكون الكتاب الممنوع متاحا للجميع وفي متناول الأيدي، بالإضافة إلى حماية كتّابنا المبدعين من صداع الرقيب الجاهل، فلا رقابة مسبقة ولا هم يحزنون.بهذه الطريقة نتمكن من تبيان الواضح، وهو أن الرقابة ما هي إلا ضرب من ضروب التخلف في هذا العصر، وبأن هناك قوى مدنية حقيقية فاعلة بإمكانها مواجهة التخلف بخطوات ملموسة بدلا من الاكتفاء بالتعبير عن الغضب دون فعل.ضمن نطاق التغطية: يقول أحمد مطر في واحدة من لافتاته: قرأت في القرآن... "تبت يدا أبي لهب"فأعلنت وسائل الإذعان: "إن السكوت من ذهب"أحببت فقري، لم أزل أتلو "وتب""ما أغنى عنه ماله وما كسب"فصودرت حنجرتي بجرم قلة الأدبوصودر القرآن لأنه حرضني على الشغب!