برلمان إيران يبدأ عزل وزيرين... والأمن يستهدف «المزدوجين»
• لاريجاني يجنّب روحاني القضاء
• طهران ترفض قيود فرنسا
• طاقم إسرائيلي - أميركي لتعزيز العقوبات
بدأ البرلمان الإيراني إجراءات لعزل وزيرين جديدين بحكومة الرئيس حسن روحاني، غداة عدم اقتناعه بأجوبة الرئيس عن أسئلة استجوابه، في وقت أعلن وزير الاستخبارات توقيف "عشرات الجواسيس" وإطلاق حملة لمنع شغل "مزدوجي الجنسية" وظائف حكومية.
غداة فشل الرئيس الإيراني حسن روحاني في إقناع نواب مجلس الشورى بردوده على أسئلة استجوابه بشأن تردي الأوضاع الاقتصادية، بدأ البرلمان الإيراني، أمس، إجراءات لسحب الثقة من وزيرين آخرين، لتكثف ضغوط التيار المتشدد على الحكومة الإصلاحية، بعد حجب الثقة عن وزيري العمل والاقتصاد خلال أغسطس الجاري.ووقع 20 عضوا في البرلمان، أمس، طلبا لاستدعاء وزير التعليم محمد بطحائي الذي عليه أن يمثل في غضون 10 أيام، لتتم مساءلته والتصويت على حجب الثقة عنه.وأمس الأول، تقدم نواب بالتماسات لسحب الثقة من وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد شريعتمدار.
وبموجب قواعد البرلمان، كان من المفترض أن يحال ملف إجابات روحاني إلى القضاء للنظر فيه، إلا أن رئيس البرلمان علي لاريجاني، وهو حليف مقرب من الرئيس، أشار أمس إلى عدم وجود أسس قانونية للقيام بذلك.وتزامن التحرك الأصولي لتحقيق مكاسب مع امتعاض التيار الإصلاحي من روحاني، حيث انتقدت "كتلة الأمل" أداء الحكومة، وأعرب رئيس الكتلة، محمد رضا عارف، عن أسفه لكون الوزراء "عديمي الشعور بالمسؤولية المشتركة".
المرشد والملاحقة
في هذه الأثناء، اجتمع المرشد الأعلى علي خامنئي بروحاني ووزراء حكومته، وقال إن إيران قد تتخلى عن اتفاقها النووي مع القوى العالمية بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه إذا لم يخدم مصالحها، ملقيا بشكوك على المفاوضات مع دول أوروبية لإنقاذ المعاهدة المبرمة في 2015.وفي وقت تسرع السلطات الإيرانية المحافظة خطوات لإعادة تموضعها بمواجهة الضغوط والعقوبات الأميركية التي تهدف إلى تأجيج الشارع ضدها، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني، محمد علاوي، أن بلاده أوقفت عشرات الجواسيس" وتريد الحد من شغل الذين يحملون جنسية ثانية وظائف رسمية.وبرر الوزير في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، مساء أمس الأول، إطلاق حملة لملاحقة مزدوجي الجنسية بأن بلده مستهدف بالعديد من محاولات التجسس. ودعا المواطنين إلى الإبلاغ عن حملة الجنسية الثانية من شاغلي الوظائف الحكومية.تجنيد وتفكيك
وألمح وزير الاستخبارات ضمنا إلى تجنيد بلاده للوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغيف الذي تحاكمه تل أبيب حاليا للاشتباه بتجسسه لمصلحة الجمهورية الإسلامية، وقال إن إيران زرعت "عميلا للحكومة في بلد عدو لنا ولديه جهاز استخبارات قوي جدا".وفي شأن مطالبات مكافحة تهريب العملة الصعبة وانهيار سعر صرف التومان الإيران، أكد علاوي ضرورة مكافحة الفساد. وأكد أن 180 مشتبها بهم أوقفوا حتى الآن، وفتح 130 تحقيقا.من جانب آخر، رأى علاوي أن تنظيم "داعش" ما زال يشكل تهديدا لإيران. وقال إن 230 "خلية إرهابية" تم تفكيكها في السنة المنصرمة كانت تخطط لاستهداف محطات المترو والجامعات.تهديد ورفض
في غضون ذلك، أطلق رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، تهديدا جديدا بشأن الخليج، وقال إنه إذا لم تلتزم القوات الأجنبية في مياه الخليج بالقوانين الدولية فستواجه ردا صارما من "الحرس الثوري". وأضاف باقري في تصريحات أمس: "بفضل أسطول الحرس الثوري تشعر الدول المعادية بالقلق قبل عبور مضيق هرمز". وتابع: "التزمت بالقوانين الدولية العام الماضي، لكنها إذا خالفت القوانين فستواجه إجراءاتنا للسيطرة".من جهة أخرى، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، خطوة غير معلنة من جانب فرنسا أفاد تقرير نشرته وكالة "رويترز"، أمس الأول، بأنها تتضمن دعوة باريس دبلوماسييها لتجنب السفر غير الضروري إلى إيران على خلفية إحباط محاولة اعتداء بقنبلة على اجتماع للمعارضة الإيرانية أقيم في فرنسا أخيرا. وقال قاسمي إن "العلاقات بين إيران وأوروبا، وخصوصا إيران وفرنسا، لها أعداء، وعلينا أن نظل يقظين في مواجهة أفعالهم".تنسيق إسرائيلي
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلية، موشيه كاحلون، أمس، الاتفاق بين حكومة بلاده والإدارة الأميركية على تشكيل طاقم مشترك لتعزيز تطبيق العقوبات على إيران.وقال الوزير عبر "تويتر"، إن "العقوبات على إيران تجدي نفعا، وقد حان الوقت لتعزيزها".من جهة ثانية، توصلت وكالة "رويترز" إلى أن عملية دعاية إيرانية تستهدف مستخدمي الإنترنت في أنحاء العالم، تم الكشف عنها منذ أسبوع، أكبر مما كان متوقعا، إذ تضم شبكة متشعبة من المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بـ11 لغة.وراجعت شركة الأمن الإلكتروني فاير آي، ومقرها الولايات المتحدة وشركة كلير سكاي الإسرائيلية، ما توصلت إليه "رويترز"، وقالتا إن مؤشرات فنية توضح أن شبكة المواقع وحسابات وسائل التواصل الجديدة التي يطلق عليها اسم الاتحاد العالمي لوسائل الإعلام الإلكترونية هي جزء من الحملة نفسها، والتي حذفت "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل" أجزاء منها الأسبوع الماضي.