"رسالة استثنائية"، حسب وصف الإعلام العبري، نقلها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خلال لقاء مع أساتذة رفيعي المستوى من الأكاديمية الإسرائيلية في رام الله، أمس الأول، مفادها أنه "يوافق على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تضمّ قوات شرطة لضبط النظام العام، لا قوات جيش".

ونقلت صحيفة "معاريف"، أمس، عن اثنين من الحاضرين اللقاء مع رئيس السلطة، قولهم، ان عباس "أعلن انه يريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود 67 من دون جيش". وقال: "أريد رجال شرطة غير مسلحين يحملون هروات. وبدل الطائرات والدبابات، أفضل إقامة مدارس ومستشفيات ونقل الموازنات والموارد الى المؤسسات الاجتماعية".

Ad

في المقابل، قلّل وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أهمية لقاء عباس مع الوفد الأكاديمي الإسرائيلي قائلا إن "حديث عباس عن دولة منزوعة السلاح مجرد دعاية باللغة العربية لمتحدثي اللغة العبرية"، مشيرا إلى أن "الرئيس الفلسطيني ليس مستعدا للتنازل أبدا ويتمسك بمواقف لا يقبها الإسرائيلي المتوسط أبرزها: حق العودة والقدس عاصمة فلسطين".

من جهتها، غردت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، التي ترأست في وقت سابق فريق التفاوض الإسرائيلي، بأنه "خلال المفاوضات مع عباس وافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح".

وأمس، جدّد عباس وصفه الولايات المتحدة بأنها "وسيط منحاز وغير مؤهل" لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البوسنة والهرسك باكر علي عزت بيغوفيتش، عقب اجتماعهما في رام الله، اشتكى عباس من "التأثير المدمر للقرارات الأميركية حول القدس واللاجئين على المسيرة السلمية". وأضاف أن ذلك "جعل الولايات المتحدة وسيطا منحازا، وغير مؤهل لرعاية المفاوضات"، مضيفا: "لذلك فإننا نذكر بضرورة الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي بأن تتراجع الولايات المتحدة عن قراراتها".

وفي سياق متصل، شككت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أمس الأول، في أعداد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شأن اللاجئين الفلسطينيين، وشككت كذلك في حق العودة للفلسطينيين.

وأعربت هيلي، خلال تصريحات في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، عن تأييدها طرحا بأن وكالة "أونروا" تبالغ في أعداد اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت: "سنكون متبرعا إذا قامت أونروا بإصلاح ما تفعله، وإذا غيرت بشكل فعلي عدد اللاجئين إلى عدد دقيق فسنعيد النظر في شراكتنا لهم".

يذكر أن "أونروا" أعادت، أمس، فتح المدارس التي تديرها في قطاع غزة بعد العطلة الصيفية، رغم تقليص الدعم المالي من الولايات المتحدة.

وفي تطور آخر، شككت هيلي أيضاً في "حق العودة" الذي يطالب به الفلسطينيون، في إطار أي اتفاق سلام.

وردا على سؤال حول ما إذا كان حق العودة يجب أن يكون "خارج طاولة المفاوضات"، قالت: "أنا أتفق مع ذلك، وأعتقد أن علينا أن نبحث هذا في ضوء ما يحدث مع اللاجئين في سورية وما يحدث في فنزويلا".