مع وصول المزيد من التعزيزات لنقاط المراقبة التركية المنتشرة في إدلب، وتواصل تحضيرات الرئيس السوري بشار الأسد لبدء عملية عسكرية واسعة في أكبر معقل للفصائل المسلحة، كشف نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، أمس، عن مباحثات مع تركيا وإيران وكذلك مع دمشق والمعارضة لمناقشة الوضع في المحافظة، إضافة إلى منطقة عفرين.

وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن موسكو ما زالت على اتصال بالولايات المتحدة بشأن الوضع في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

Ad

وفي وقت سابق، أشار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى محادثات نشيطة مع روسيا لمنع عملية استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، لافتاً إلى التحرك مرتين للرد على هذا الأمر.

وحذرت الأمم المتحدة أمس من أن الهجوم المرتقب لقوات النظام له عواقب كارثية هائلة وقد يؤدي إلى تهجير ما لا يقل عن 800 ألف شخص يعيشون أصلاً في وضع إنساني مأساوي.

وأبدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن، أمس الأول، قلقاً متزايداً على مصير ملايين المدنيين في إدلب، محذرة من أن العملية العسكرية الوشيكة قد تؤدي إلى «تداعيات كارثية» .

وشدد الأعضاء على «التزام مجلس الأمن جوهري لضمان نزع فتيل التصعيد في إدلب والمناطق المحيطة ولضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق ولضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية».

مواجهة نووية

في الأثناء، تحدثت تقارير عن تعزيزات عسكرية أميركية وروسية جديدة في البحر المتوسط، وسط مخاوف من مفاقمة التوتر ومخاطر حدوث مواجهة بين القوتين النوويتين، بسبب الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في سورية.

وبعد تهديد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشن ضربات عقابية جديدة في حال استخدمت دمشق السلاح الكيماوي مرة أخرى، لم تتوقف وزارة الدفاع الروسية، على مدار الأيام الأربعة الماضية، عن الحديث عن الضربة المحتملة، مشيرة إلى دخول المدمرة «روس»، وعلى متنها 28 صاروخ «توماهوك» قادرة على تغطية الأراضي السورية كلها، مياه المتوسط في 25 أغسطس الجاري وقبلها المدمرة «ساليفانس»، التي تحمل 56 صاروخاً مجنحاً.

البحرية الروسية

ودفعت البحرية الروسية قوة التدخل الكبرى لها إلى المتوسط، مع أنظمة صاروخية أرض جو وفرقاطتين تحملان صواريخ «كاليبر» العابرة. وأفاد مرصد للسفن بالبوسفور بأن نحو 13 سفينة حربية اجتازت المضيق إلى سورية حتى الآن هذا الأسبوع.

ونقلت صحيفة «إزفيستيا» عن خبراء روس أن الأسطول أن سفناً أخرى في طريقها للانضمام إلى هذه القوة، لتأكيد قدرة الأسطول على دعم حملة الجيش السوري في إدلب.

وأكد متحدث باسم حلف شمال الأطلسي لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن البحرية الروسية دفعت بقوة كبيرة ضاربة إلى المتوسط، بما فيها سفن عدة مجهزة بصواريخ مدمرة، داعياً «جميع الفرقاء لضبط النفس والامتناع عن زيادة الوضع الإنساني، المتدهور أصلاً، سوءاً».

دفاع أميركي

في هذه الأثناء، تستعد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لنشر منظومة للدفاع المضاد للصواريخ في عدد من المدن شمال سورية، بحسب صحيفة «يني شفيق» التركية.

ونقلت الصحيفة عن القائد السابق للجمعية العسكرية لمحافظة دير الزور، فائز الأسمر، أن الولايات المتحدة انتهت من وضع 3 أنظمة رادار محدثة في مناطق عين العرب وتل بيدر وصرين، كما نشرت 13 من أنظمة الرادار الثابتة والمتنقلة للمراقبة والاستكشاف.

وقال الأسمر: «الخطوة الأميركية المقبلة هي إنشاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ في المنطقة، التي يجب أن تعتبر جزءاًَ من خطة واشنطن الطويلة الأجل لإثارة الفوضى في المنطقة»، موضحاً أن الولايات المتحدة تخطط أيضاً لنشر أنظمتها في مدينتي الحسكة ورميلان.

كما أفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة بدأت في إنشاء منطقة لحظر الطيران شمال سورية، وأنظمة الرادار في المناطق الواقعة شرق الفرات التي تبلغ مساحتها 26 ألف كيلومتر مربع ويسيطر عليها حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي.

أهداف إيرانية

بعد الإعلان عن اتفاقية التعاون العسكري بين دمشق وطهران، كررت إسرائيل أمس تهديداتها بمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية في سورية ومواقع للجيش السوري.

وقال وزير الاستخبارات يسرائيل كاتز إن «الاتفاق الذي أبرم بين بشار الأسد وإيران يشكل اختباراً لإسرائيل: سيكون ردنا واضحاً وجلياً. لن نسمح لإيران بالتمركز عسكرياً في سورية».

وأضاف كاتز، العضو في الحكومة الأمنية المصغرة، «سنرد في سورية بكل قوتنا ضد أي هدف إيراني يمكن أن يهدد إسرائيل، وإذا تدخل الدفاع الجوي للجيش السوري ضدنا فسيدفع ثمن ذلك».

معركة السويداء

في غضون ذلك، تقدمت قوات الأسد والميلشيات المساندة لها على حساب تنظيم «داعش» في بادية السويداء. وذكرت وكالة للأنباء الرسمية «سانا» أمس، أنها سيطرت على منطقة قبر عيد حنيش وبركة حوي عوض في عمق البادية الشرقية، وذلك ضمن العملية العسكرية في تلول الصفا، موضحاً أنها تمهد حاليًاً لانتزاع المنطقة الواقعة ما بين خربة الحاوي وأم مرزخ. وبحسب الخريطة العسكرية، انحصر نفوذ التنظيم في منطقة تلول الصفا، لكنه يلتزم الصمت إعلامياً حيال معارك البادية منذ بدايتها. واعتمد في الأشهر الماضية على هجمات الكر والفر، مستفيداً من الجغرافيا الوعرة للمنطقة.