وثيقة لها تاريخ: «الهاشمي» بَلَمْ ملك صالح بن تقي و«مرزوق» ملك تركي بن حسن
من الوثائق الموجودة في الأرشيف البريطاني وثائق تتعلق بنوع من السفن الكويتية القديمة التي تسمى "بَلَمْ"، وهي سفينة متوسطة الحجم تستخدم في الغوص، بحثاً عن اللؤلؤ، وكذلك في نقل الخضرة والفاكهة من سواحل إيران ومن البصرة إلى الكويت. أتذكر أن العم راشد جاسم ماجكي (مواليد فريج الزهاميل عام 1932) أخبرني قبل عدة سنوات بأنه وعائلته كانوا يتعاملون مع عدة "أبلام" تجلب الفاكهة من إيران والبصرة إلى الكويت يومياً، حسب جدول زمني منظم، بحيث لا تنقطع الفاكهة من السوق الكويتي. وأخبرني كذلك أنهم عملوا بمهنة "الطراحة"، حيث كانوا يطرحون ما يجلبونه من فاكهة في سوق الطراريح في "براحة السبعان"، أو "براحة بن بحر"، ثم ينقله تجار الجملة إلى محلات التجزئة لبيعه على الناس. ومن جميل الصدف أنني عثرت في ملفات الأرشيف البريطاني على عدد من الوثائق، التي تؤكد ملكية سفن من نوع البلم لعائلات كويتية كريمة؛ أول هذه الوثائق وثيقة تعود الى عام 1928م تشير الى ملكية صالح بن عبدالله تقي لبلم اسمه "الهاشمي"، وفي ذيل الوثيقة توقيع الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل. وإليكم نص الوثيقة الكامل: "الواقفون على مرسومنا هذا من السالكين بالبحار والساكنين بالبنادر، من جميع الدول العظام الفخام المتحابة، منخصوص البلم المسمى الهاشمي، ملك صالح بن عبدالله تقي، هو من جماعتنا أهل الكويت وتابعنا، نؤمل من حكم دراية الدول العظام المتحابة إذا نظروا إليه ووقفوا عليه أن يعاملوه بالمعاملة اللائقة، كما جرت به أصول وقوانين وشرائط وروابط الدول المتحابة. هذا ما أصدرناه، وبيد ناقله سلمناه، كي لا يخفى، في 17 رجب سنة 1346.
صحيح حاكم الكويت أحمد الجابر الصباح".والوثيقة الثانية في مقال اليوم توثق ملكية تركي بن حسن الطراح لبلم آخر اسمه "مرزوق"، وذلك عام 1928م. نص الوثيقة كما يلي: "الواقفون على مرسومنا هذا من السالكين بالبحار والساكنين بالبنادر، من جميع الدول العظام الفخام المتحابة، منخصوص البلم المسمى مرزوق، ملك تركي بن حسن الطراح، هو من جماعتنا أهل الكويت وتابعنا، نؤمل من حكم دراية الدول العظام المتحابة إذا نظروا إليه ووقفوا عليه أن يعاملوه بالمعاملة اللائقة، كما جرت به أصول وقوانين وشرائط وروابط الدول المتحابة. هذا ما أصدرناه، وبيد ناقله سلمناه، كي لا يخفى، في 30 رجب سنة 1346. صحيح حاكم الكويت أحمد الجابر الصباح".في المقال المقبل لنا وقفة، إن شاء الله تعالى، مع مزيد من وثائق السفن الكويتية القديمة.