الحاجة إلى الدروس الخصوصية
![بشاير يعقوب الحمادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/181_1683223470.jpg)
كذلك كان التلاميذ في السابق يستعينون أسبوعيا بالمكتبة العامة لاستخراج المعلومات وعمل البحوث وحل بعض الواجبات التي تحتاج إلى استعانة بالكتب، وكم كان أمراً ممتعاً مسلياً ومفيداً حينما كنا نقضي ساعات في المكتبة العامة بصمت تام لعدم إزعاج الآخرين للاستفادة والقراءة وحل المطلوب، أما الآن فبات كل ما يحتاجه الطالب يتحقق بمجرد نقرة على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، لتأتيه المعلومات على طبق من ذهب... فكم تطور هذا الزمان، حتى أن جميع الواجبات باتت محلولة والاختبارات والبحوث جاهزة، ولا تحتاج إلا إلى مجرد تغيير بسيط لينتهي الموضوع.كان الوالدان في السابق أكثر حرصاً واهتماماً بالأبناء ومتابعتهم في الدراسة، وحتى لو لم يكونا متعلمين، إذ كانا يوفران لهم الراحة والجو المناسب للدراسة، بعكس أكثر أمهات وآباء هذه الأيام الذين باتوا في غفلة عن متابعة الأبناء، وأحياناً لا تعلم الأم شيئا عن أبنائها، لانشغالها بأمورها وحياتها وجمالها وذهابها وإيابها خارج البلاد تاركة هؤلاء الصغار... بحجة المعلم الخصوصي المتوفر الذي بات حضوره شبه يومي، وأحياناً تكون النتائج مرضية وأحياناً أخرى لا يوجد حتى نتيجة بل رسوب.على الوالدين أن يعلما أن المعلم الخصوصي ليس الحل المثالي للنجاح والتعلم، بل يحتاج المتعلم إلى التركيز في الفصل الدراسي، مع الاعتماد على التعلم الذاتي لتدريبه على الاعتماد على النفس، وحتى لو كان هنالك إخفاق فبالتكرار يتعلم الصغار والكبار، كما أن بعد الرسوب نجاحا، والكثير من العلماء في بادئ الأمر أخفقوا في التعلم، لكن مع الاستفادة من الخطأ والإعادة والرسوب أصبح هناك تقدم ونجاح وتفوق.لاشك أن هنالك الكثير من المعلمين والمعلمات الأكفاء في القطاعين الحكومي والخاص، إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في المناهج الدراسية منذ فترة طويلة وعدم تطورها إلى الأفضل، وهذه قضية أزلية للأسف، فمنهج التعليم والمتعلمين هو أساس تقدم أي دولة.وفي الختام أفضل نصيحة تقدم إلى أولياء الأمور هي تعليم أبنائهم الطلبة كيفية الدراسة والتعلم الذاتي والاعتماد على النفس، في الدراسة والبحث والتطور، مع توفير الجو الملائم لهم والمراقبة والتفاعل معهم في هذه الأجواء الدراسية... وفق الله أبناءنا جميعاً، وكل عام وأنتم بخير.