العبادي يقيل رئيس «الحشد»... و«قيادات» ترشحه للحكومة
• علاوي: لا توافق بلا حوار وطني
• صلاة مليونية بالنجف
• تظاهرات وقطع طرق في البصرة
أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمراً بإعفاء فالح الفياض من مهام مستشار الأمن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني، لانخراطه في العمل السياسي والحزبي، ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، بما يتعارض مع موقعه الحساس.
على وقع استمرار محادثات تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الأول، مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض من مهامه، على خلفية "انخراطه في العمل السياسي".ووفقا لأمر ديواني، فإن العبادي قرر إعفاء الفياض من مهامه كمستشار للأمن الوطني ورئاسة هيئة الحشد وجهاز الأمن الوطني، موضحاً أن "القرار اتخذ بسبب انخراط الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهو ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة التي يتولاها".وأوضح الأمر أن "الإعفاء جاء استناداً إلى الدستور العراقي في حيادية الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وإلى قانون هيئة الحشد الشعبي والأنظمة والتعليمات الواردة بهذا الخصوص، وتوجيهاتنا التي تمنع استغلال المناصب الأمنية الحساسة في نشاطات حزبية".
وتبوأ الفياض منصبي مستشار الأمن الوطني ورئاسة جهاز الأمن الوطني عند تشكيل حكومة العبادي الحالية، ثم أنيط به منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي بعد إنشائها في 15 يونيو 2014، إثر دعوة المرجع الأعلى علي السيستاني إلى الجهاد ضد تنظيم "داعش".ويعد الفياض من القيادات البارزة في "تحالف النصر"، الذي يقوده العبادي، إلا أن تسريبات إعلامية تحدثت عن انسحابه منه والتحاقه بتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري.
«الفتح» يحتج
في المقابل، اعتبر تحالف "الفتح"، في بيان، أن قرار العبادي "شخصي وغير قانوني، ويعبر عن مبادرة خطيرة لإدخال الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية في الصراعات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية"، مؤكداً أنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يصدر رئيس تحالف النصر (العبادي) قراراً بإقالة مسؤول أمني رفيع المستوى يشرف على أهم أجهزة الدولة الأمنية، بحجة أن هذا المسؤول لا يرى مصلحة في التجديد له لولاية ثانية".وأشار البيان إلى أن القرار "مؤشر جديد على أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته أصبح يتعامل مع الأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة الأخرى، وفقاً لمصلحته الشخصية وفرض قبول الولاية الثانية شرطا لبقاء المسؤولين في أماكنهم".قيادات «النصر»
وفي بيان مماثل، أعلنت قيادات "أساسية" في ائتلاف العبادي ترشيح الفياض لرئاسة مجلس الوزراء، مبينة أنها "مؤمنة بقدراته على إنجاز برنامج حكومي يلبي طموحات المواطنين ومقبوليته الوطنية الواسعة".وأضاف بيان هذه المجموعة أن قرارها جاء "إيماناً منها بضرورة أن تكون الحكومة القادمة معبرة عن طموحات ومعاناة شعبنا المحروم في عيش كريم وبيئة خالية من الفساد، واستجابة للقراءة الميدانية المعمقة، وتأكيداً على مشروعنا (مشروع النصر)، الذي أسهم بمجرد انطلاقه في خلق بيئة سياسية لا تعتمد المعيار الطائفي وآليات المحاصصة البغيضة، بل تعتمد مبدأ الشراكة الفعلية، والتي تحمل الجميع المسؤولية الوطنية بصورة متضامنة".حوار وطني
وفي وقت سابق، حذر نائب الرئيس أياد علاوي من أن أي حكومة تتشكل بعيداً عن الإرادة الوطنية لن يكتب لها النجاح، ولن تصمد أمام غضب الشارع العراقي وسخطه.وقال علاوي، خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي بريت ماكغورك بحضور سفير الولايات المتحدة دوغلاس سليمان، إن "شكل الحكومة ينبغي أن ينبثق عن حوار وطني عراقي يتوافق على برنامج حكومي وطني يفضي إلى شراكة حقيقية، بعيدا عن أي إملاءات خارجية".وأضاف: "دعوتنا لضرورة تشكيل حكومة ضمن الفضاء الوطني تهدف لإشراك جميع الفائزين في الانتخابات والمتوافقين في الرؤى والقوى الوطنية الأخرى، ضمن مبدأ الشراكة لا المشاركة، لأن ثقافة المعارضة غير متوافرة أو مكتملة الآن، ولا حتى في المنظور القريب، نتيجة الظروف والتحديات التي يعيشها العراق".اجتماعات مكوكية
ويقود ماكغورك منذ أسابيع زيارات مكوكية واجتماعات مع جميع الأطراف السياسية، للضغط من أجل تشكيل الحكومة، في حين يقابله بنفس الاتجاه قائد فيلق "القدس" الإيراني قاسم سليماني في جولات للضغط على الأطراف الشيعية لتشكيل تحالف قوي يتولى تشكيل الحكومة المقبلة.في هذه الأثناء، بحث وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في اتصال هاتفي مع الرئيس السابق لإقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني التطورات السياسية في العراق والمنطقة، مؤكداً أن تشكيل الحكومة "يجب أن تسير وفقا للجدول الزمني الدستوري وبما يعكس إرادة الناخبين".ووفق المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، فإن بومبيو أكد لبارزاني أن واشنطن تأمل في حكومة قوية تشمل جميع المكونات وتخدم جميع العراقيين.تظاهرات وصلاة
وشهدت بغداد، عصر أمس، تظاهرات شعبية تقودها أطراف شيعية لإدانة التدخل الأميركي في مسار مفاوضات تشكيل الكتلة الأكثر عدداً، في حين كانت دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لأتباعه بإقامة صلاة مليونية موحدة في مسجد الكوفة التاريخي في النجف محطة لكشف كتلة "سائرون" صاحبة المرتبة الأولى لمواقفها الحاسمة، تجاه مفاوضات تشكيل الكتلة المخولة تشكيل الحكومة.قبيل مليونية الصدر، أفاد مصدر أمني عراقي بوقوع انفجار ضخم داخل مخزن أسلحة تابع لسرايا السلام في محافظة كربلاء.البصرة والمحاسبة
ورغم تأكيد العبادي على بدء حكومته بمحاسبة المقصرين في عملهم، فيما يخص البصرة، وأشار لوجود خطة متكاملة لتوفير الماء، تجددت التظاهرات في المدينة، التي تعد عاصمة النفط العراقي، وقام غاضبون بحرق إطارات السيارات وقطع طريق عام في كرمة علي، احتجاجاً على استمرار انعدام الخدمات وتفشي الأمراض.
الحكومة بدأت محاسبة المقصرين بعملهم في أزمة تلوث المياه