سيارات المستقبل: بلاستيكية وذكية وذاتية الحركة... ومرفهة

نشر في 01-09-2018
آخر تحديث 01-09-2018 | 00:00
No Image Caption
يعتبر معرض بيبل بيتش كونكورز دو اليغانس أكثر معارض السيارات قيمة في العالم، إذ يجمع أفضل ماركات السيارات في كل أرجاء الكرة الأرضية في شهر أغسطس كل عام للحكم عليها من جهة أصالتها وأدائها وتاريخها وطرازها.

لكن هذا المعرض لم يعد متعلقاً بالسيارات الكلاسيكية. وفي السنوات الأخيرة شاركت كبريات شركات السيارات فيه لعرض أحدث انتاج في وسائل النقل وتوفير عرض مسبق للتغير الراديكالي الذي يواجه معلم السيارات من جانب قوى الكهربة والاستقلالية والارتباط وتشاطر الحركة.

والأكثر من ذلك، وبعد أن أصبحت السيارات الفاخرة الشريحة التي تمثل التفكير الأكثر تقدماً في صناعة السيارات يتم طرح أحدث الابتكارات في هذا المعرض قبل أن تتوجه الى بقية الأسواق.

كما أن معظم شركات السيارات الفاخرة تبنت طرق الكهربة والاستقلال الذاتي مع مواعيد مشددة لطرح هذه الابتكارات في الأسواق أو توسيع الامكانات الحالية. وعندما يتعلق الأمر بسيارات المستقبل – وخصوصاً تلك التي سوف تعرض في بيبل بيتش خلال العشرين والثلاثين وحتى الخمسين سنة المقبلة فإن التغير لن يقتصر على ما تحت غطاء محرك السيارة المعدني لأن شكل السيارة وكيفية تفاعلنا معها تغيرت الى الأبد.

الشكل الجديد

ومن منظور التصميم سوف تغير تقنيات الكهربة والاستقلالية شكل سيارات الركاب. وفي الأجل القصير سوف تغير السيارات الكهربائية كيفية عرض الشركات لهوية ماركاتها. ثم إن الماركات الفاخرة مثل بي إم دبليو - مع أيقونتها kidney grill لن تكون في حاجة الى هذه السمات من أجل تبريد المحرك، ولذلك فإنها سوف تطرح عناصر تصميم جديدة لنقل ماركة السيارة وقوتها إلى المشترين. وبالنسبة الى kidney grill بشكل محدد يتمتع المصممون بحرية صنع صورة طبق الأصل أو الاستغناء عنها بشكل تام، كما أن في وسعهم تنفيذ أشكال عرض "إل إي دي LED" تفاعلية متقدمة في مكانها تستطيع التواصل مع العالم الخارجي.

وعلى سبيل المثال تستطيع السيارة استخدام ترميز ملون أو نص عندما تكون وضعية الاستقلال التام من أجل نقل ذلك الى السائقين والمشاة. وفي سيناريو التلويح للركوب تستطيع مشواة "إل إي دي LED" عرض رمز "كيو آر"QR Code بحيث يستطيع الراكب التأكيد بسرعة أنه يدخل السيارة الصحيحة.

ومن منظور طويل الأجل، عندما تكون كل سيارة على الطريق ذاتية الحركة بصورة تامة، فإن الحوادث سوف تنخفض بشكل كبير وربما تزول حتى، ما يجعل من الممكن استكشاف فرص صنع سيارات من مواد أخف وزناً وأقل تكلفة مثل البلاستيك المقوى بالألياف.

ومن شأن مثل هذا التقدم أن يحسن أيضاً بصورة دراماتيكية التأثير البيئي للسيارة من خلال خفض الموارد والوقود اللازم للقيادة.

وسوف يتمكن المصممون عندئذ من التركيز بقدر أكبر على راحة الراكب وتعدد الاستعمالات التي سوف تترجم الى مساحة أوسع في كابينة السيارة وتفتح خيارات لا حصر لها من أجل تحديد طلبات الأجزاء الداخلية للسيارة. وقد يكون في وسعنا أن نشهد ذات يوم سيارات ذاتية القيادة يكون داخلها مشابهاً للأجزاء الداخلية في الطائرات الخاصة، وتزود التنفيذيين بمكاتب متحركة وشاشات وأماكن للاجتماعات.

روبوت مساعد داخل السيارة

وتوشك السيارة أن تصبح هاتفاً ذكياً يتحرك على عجلات مع مساعدي ذكاء اصطناعي شخصيين مدعومين بارتباط 5 جي مماثل لكيفية تحويل مكالمات الجوال إلى بلوتوث في سيارتك اليوم، وسوف يتمكن مساعد الذكاء الاصطناعي داخل السيارة من نقل فيديو مؤتمر جار بصورة آلية الى شاشة السيارة من دون عرقلة. ومن خلال ترميز تقويم المستخدم وسلوكه السابق سوف يتمكن المساعدون أيضاً من تخطيط عودة السائق إلى منزله بصورة آلية، مع محطات توقف على الطريق بمجرد دخوله الى السيارة.

سيارات بطريقة الاشتراك

سوف توفر ماركات السيارات بشكل متزايد اشتراكات الى المستهلكين بحيث يستطيعون الوصول إلى السيارات المطلوبة. وقد بدأ المستهلكون اليوم باستخدام حزم اشتراك من شركات سيارات كبرى تعرض قدرة وصول حسب الطلب إلى موديلات مختلفة.

وإضافة إلى ذلك، فإن شركات ناشئة مثل "كانفاس" و"فلكسدرايف" جعلت تأجير واستئجار السيارات عملية سهلة عبر تطبيق معين.

وسوف يضع العملاء ملفات مع شركات تشتمل على تفضيلات المستخدم للسيارة كما سوف تكون سيارات الاشتراك مجهزة بمراكز جلوس حسب الطلب ودرجة حرارة داخلية وخيارات ترفيه. وستصبح هذه التفضيلات في نهاية المطاف مؤتمتة أيضاً. وقد بدأت شركات السيارات بأخذ ملاحظات حول كيفية قيام شركات مثل "نتفلكس و"أمازون" باستخدام مراجعة سلوك الماضي بغية عرض مقترحات لمحتويات جديدة. وسوف تنصح شركات السيارات التي تعرض اشتراكات باستخدام موديلات مختلفة أو شراء سيارة سيدان أو رياضية تبعاً لمسار رحلتك. وعند مرحلة ما تطلع إلى أسطول سيارات ذاتية القيادة سوف ينضم إلى معلم الاشتراك.

وسوف يأتي يوم في المستقبل يصل فيه حضور معرض بيبل بيتش كونكورز دو اليغانس في أسطول من السيارات الفاخرة ذاتية القيادة لمشاهدة السيارات الكهربائية وذاتية القيادة صنعت في عقود ماضية.

وربما يعجبون بسيارات كهربائية حافظت على المشواة أو يتساءلون عن كيفية عمل أول سيارات ذاتية القيادة الى جانب سائقين من البشر. ولكن على الرغم من ذلك فإن محبتهم وتقديرهم للسيارة سوف يستمران.

● كارستن بريتفيد

back to top