كشفت مصادر إيرانية وعراقية وغربية عن تقديم طهران صواريخ بالستية إلى جماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وأنها تطور القدرة على صنع المزيد منها هناك، لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.

ونقلت وكالة "رويترز"، في تقرير أمس، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدرَين بالمخابرات العراقية وآخرَين بمخابرات غربية، أن إيران نقلت صواريخ بالستية قصيرة المدى إلى حلفاء لها بالعراق، خلال الأشهر القليلة الماضية، وأفادت خمسة من هذه المصادر بأن طهران تساعد تلك الجماعات على بدء صنعها.

Ad

وأوضح أحد المسؤولين الإيرانيين أن "المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إن هوجمت"، لافتاً إلى أنه "إذا كان عدد تلك الصواريخ مجرد بضع عشرات، فبالإمكان زيادته إن تطلب الأمر".

ويتراوح مدى الصواريخ المعنية، وهي "زلزال" و"فاتح 110" و"ذو الفقار"، بين نحو 200 و700 كيلومتر، مما يضع دولاً خليجية وإسرائيل على مسافة تتيح ضرب أي منها، إذا نُشِرت هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه، حيث يوجد لفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، قواعد في هاتين المنطقتين.

وأكدت ثلاثة من المصادر أن قائد الفيلق قاسم سليماني يشرف على برنامج تلك الصواريخ، مبينة أن دولاً غربية تتهم إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا إلى سورية وحلفاء آخرين، مثل جماعة الحوثي في اليمن و"حزب الله" بلبنان.

ووفقاً للمصدر الغربي، فإن عدد تلك الصواريخ لا يتجاوز العشرات، والغرض من نقلها هو إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، لاسيما بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سورية، محذراً من أن "إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية".

في السياق، ذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قراراً اتخذ قبل نحو 18 شهراً بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك وصول قاذفات للصواريخ.

وعلّق قائد كبير بالحرس الثوري، خدَم خلال الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينيات: "لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة، من بينها العراق، فإن هاجمتنا أميركا هاجم أصدقاؤنا مصالحها وحلفاءها بالمنطقة".

وأوضح المصدران الغربي والعراقي أن المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية شرقي بغداد، وجرف الصخر شمالي كربلاء، في حين أشار أحد المصادر الإيرانية إلى وجود مصانع أيضاً في كردستان العراق، كما تسيطر على هذه المناطق فصائل شيعية منها كتائب "حزب الله"، الأقرب إلى إيران.

وقال المصدر بالمخابرات العراقية إن مصنع الزعفرانية أنتج رؤوساً حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد صدام حسين، مضيفاً أن جماعات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية.

وأضاف أنه تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام، بعد فحص سجلاتهم، لتشغيل المصنع، كاشفاً أنه جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر.

وذكرت ثلاثة من المصادر أن عراقيين تدربوا في إيران على كيفية استخدام الصواريخ، في حين أكد مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن طهران نقلت على مدى الأشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد إن كانت هناك أي قدرة على إطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.

وقبل ساعات، تحدثت إسرائيل عن مصنع للصواريخ من نوع "أرض- أرض" أنشأته إيران في منطقة وادي جهنم بالقرب من مدينة بانياس الساحلية في سورية، كما عرضت بعض المواقع صوراً من الأقمار الاصطناعية للمنشأة الإيرانية، مؤكدة أن لها خصائص بصرية كمنشأتي بارشين وخوجير الإيرانيتين، المرتبطتين ببرامج طهران للصواريخ البالستية والأسلحة النووية.