شارك نجوم في أوساط الموسيقى ومعجبون ورؤساء سابقون في تكريم المغنية الأميركية الأسطورية أريثا فرانكلين، إلى جانب عائلتها في مدينة ديترويت في مأتم مهيب.

واستمرت مراسم الوداع هذه قرابة الثماني ساعات في كنيسة «غريتير غريس تمبل». واحتفت بالموسيقى في أغلب الأحيان، بحياة «ملكة السول» وإرثها بعد وفاتها عن 76 عاماً في 16 أغسطس الماضي، إثر إصابتها بسرطان النبكرياس.

Ad

وألقى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كلمة تأبينية مشيداً بالفنانة الكبيرة وبحياتها ومواهبها، وقال «آمل أن يسامحني الرب لأني كنت سعيداً جداً عندما وصلت إلى هنا، وآمل أن تسامحوني أنتم أيضاً لأني تساءلت حول الملابس التي ترتديها صديقتي اليوم عندما كان النعش لا يزال مفتوحاً»، مما أثار ضحك الحضور.

وبدلت ملابس أريثا فرانكلين التي كانت صوتاً مدوياً مطالباً بالحقوق المدنية، خلال الأيام الثلاثة التي سجي فيها جثمانها. وقد ألبست فستانا مذهباً لماعاً في يوم مأتمها.

وقال الرئيس الأميركي «72 عاماً»: «علينا أن نتذكر هذه المرأة الرائعة. لقد جهدت للوصول إلى ما وصلت إليه. لقد أخذت الهبة التي تلقتها من الله وطورتها يوماً بعد يوم» وقد بثّ مقتطف من أغنية «ثينك» لأريثا فرانكلين هلى هاتفه المحمول.

وخلال المأتم تليت رسائل من الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما أشادا فيها بمساهمة الفنانة في بلدها.

وقد رقص مشاركون في المأتم على أنغام موسيقى الغوسبل، في حين غنى أحد أبناء الفنانة الراحلة أغنية «ميرسي ميرسي مي».

ونقل نعش أريثا فرانكلي المطلي بالذهب، الذي وضعت عليه باقة ورد الكنيسة بعد قرابة الثماني ساعات من مراسم ماراتونية، وقبيل انتهاء المأتم عزف ستيفي ووندر منفرداً على الهرمونيكا وغنى أغنيته «آز». وقال المغني: «نحتاج اليوم أن نعيد للحب عظمته ليس فقط هنا بل عبر العالم» في انتقاد غير مباشر للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن الفنان حور بذلك شعار حملة ترامب «لنعيد لأميركا عظمتها».

وقد كرمت ملكة السول بالغناء أيضاً. فأدت أريانا غراندي أغنية أريثا فرانكلين الضاربة «ناتشورال ومان» العائدة لعام 1968 في حين أثارت جنيفر هدسون مشاعر الحضور بتأديتها «أمايزينغ غريس».

وخلال المراسم تحدث المغني سموكي روبنسون بتأثر عن صديقة الطفولة. وقد غنى من دون مرافقة موسيقية في الكنيسة المزينة بباقات ورد كبيرة.

وقال منشداً «اشتقت إليك يا صديقتي أعرف أن حبي لك لن ينطفئ أبداً. سأحبك إلى الأبد».

وقد تولى أحفاد فرانكلين الكلام. وقال حفيدها جوردان مجهشاً بالبكاء: «أنا فخور جداً بك، أعرف أنك ستنظرين إلي من نوافذ الجنة، وأعدك بأني سأحمل إرث عائلتنا بفخر»، وختم قائلاً «عاشت الملكة».

وكانت المراسم تقتصر بداية على العائلة والمقربين لكنها أتيحت أيضاً لنحو ألف من معجبي الفنانة الكبيرة، الذين وقفوا في طوابير اعتباراً من الخميس الماضي. ونقلت المراسم على شاشة عملاقة في محطة وقود قريبة.

وقالت تيريزا كرانفورد (62 عاماً)، «هذا أفضل من يوم تنصيب» باراك أوباما. وأضافت «ليس لدينا ملك أو ملكة في الولايات المتحدة، لذا فهي ملكتنا المتوجة».

وتجمع الكثير من المعجبين، أمس الأول، تحت شمس ساطعة مرتدين قمصاناً قطنية تحمل صورة أريثا فرانكلين أو ملابس غريبة ملونة.

وكان أكثر من 40 فناناً اعتلوا مساء الخميس الماضي مسرحاً في ديترويت لأداء أجمل أغاني فرانكلين.