افتتج معرض «شمش» لزاد ملتقى في قاعة ليفاهالي في مدينة سوومنلينا الفنلندية بحضور ممثلة رئيس وزراء فنلندا بولا ليتوماكي، والسفير اللبناني في ستوكهولم حسن صالح، والقنصل الفخري لفنلندا في لبنان ظافر شاوي أحد الداعمين الأساسيين للمعرض، والسفير الفنلندي السابق في لبنان ماتي لاسيلا، ومدير برنامج هلسنكي الدولي للفن يوها هوسكن، وهو من إنتاج نادين صدي زكور. عرض للمرة الأولى ضمن الدورة السابعة والخمسين لمعرض الفن العالمي - بينالي البندقية (2017) واستقبل أكثر من 54 ألف زائر. زيارة هذا العمل الفني المعاصر مدينة سوومنلينا، تضيف أبعاداً جديدة إلى الذكرى المئوية لنشوب الحرب الأهلية الفنلندية، وقد احتجز خلالها ما يقارب ثمانية آلاف شخص في معتقلات المدينة.
تجهيز ضخم
«شمش»، تجهيز ضخم في النسب والمجالات، يندرج ضمن الفن المعاصر ويوائم بين التآزر الجمالي والهندسة المعمارية والجو المسالم الذي يسود الجزيرة، ويبرز، في الوقت نفسه، العلاقة مع الذكرى المئوية للحرب الأهلية الفنلندية.يجمع «شمش» بتناغم تام وتآزر بين الأشكال والمواد والأصوات، ويمزج بين الابتكار الموسيقي والبحث البصري، والتكنولوجيا الحديثة والآثار القديمة. النتيجة محرك ضخم مركز إزاء حائط براق، يستحضر صورة «العجل الذهبي» ويصدر موسيقى الغسق التي تسكن الروح من تأليف زاد ملتقى.بين الأمس واليوم
حول هذا التجهيز يوضح ملتقى: «شهد قانون حمورابي قبل أربعة آلاف عام، على عطش الإنسان وسعيه الحثيث إلى العدالة. أما اليوم فيبقى السؤال، ما الذي تبقى من هذا المذهب الأخلاقي، الذي يشكل مصدراً لكل حضاراتنا؟ يبحث هذا العمل في العنف المحيط بنا، ويطلق صلوات مشتركة لإيقاف الوحشية التي تسود مجتمعاتنا في الوقت الراهن وتهدد مستقبلنا وتتربص بعالمنا منذ بداية الزمن».من مرثية مدينة أور إثر الخراب الذي لحق بها في العام ألفين قبل الميلاد، يقتطف زاد ملتقى: «دماء البلاد تتراكم كالبرونز والرصاص، تذوب تماماً كما الدهون تحت أشعة الشمس، رجالها قطعت رؤوسهم بالفأس، لا خوذة تحميهم، الجرحى مثل الغزالة العالقة في الشبكة، ورأسها في التراب... الأمهات والآباء الذين لم يتركوا بيوتهم أحرقتهم النيران والأطفال في أحضان أمهاتهم، كانوا كالسمك المبعد عن الماء... فلتُمحَ هذه الكارثة من جذورها! تماماً كمصراع الليل العظيم، توصد البوابة في وجهها!». «شمش»، أحدث عمل للفنان التشكيلي والمؤلف الموسيقي اللبناني زاد ملتقى، يرتكز على المفارقة اللافتة بين التاريخ الحديث للشرق والغرب كمنطقة للصراع، وبين التاريخ القديم لهذه المنطقة نفسها، باعتبارها مصدراً لما يسمى اليوم الحضارة.