باستثناء الفنانة الإماراتية أحلام ومحمد رمضان لم يدون أي من الفنانين دعماً لسعد لمجرد بعد اتهامه باغتصاب فتاة مجدداً، إذ انتقد كل من هند صبري وآيتن عامر الفنان المغربي، خصوصاً مع تكرار الاتهام نفسه في أماكن مختلفة.

تدوينات النجوم في هذا المجال لاقت تفاعلاً من الجمهور بين مؤيد ومعارض. لكن ثمة اتفاق بين الغالبية على إدانة سعد كونها ليست المرة الأولى التي يوجه له فيها الاتهام نفسه.

Ad

«الجريدة» تحدّثت إلى خبيرين في علم النفس والاجتماع حول آراء الفنانين في مثل هذه القضايا، وإلى أي مدى يمكن التعامل معها باعتبارها محايدة.

مواقف أخلاقية

قال أستاذ علم النفس لؤي عادل إن «تصرفات لمجرد طيش شبابي مناسب للحياة التي عاشها منذ طفولته، لكنه يصطدم بعثرات قانونية وهو السبب الرئيس في كثرة توقيفه قضائياً، وربما يكون يعاني مشكلات نفسية تجعله يعجز عن السيطرة على نفسه في لحظات محددة».

وأضاف عادل أن مساندة المعجبين الفنان المغربي ربما تتراجع قليلاً ولكنهم سينسون الأمر بالكامل مع أول أغنية يطرحها ويتفاعل معها، أو حفلة يحييها، موضحاً أن ذاكرة النسيان سريعة ولكن يبقى تسليط الضوء على القضية مستمراً على المستوى الإعلامي بشكل أكبر وسيلاحقه طوال حياته.

كذلك أكَّد أن طبيعة حياة الفنانين من سهر وغيره، والموجودة كانطباعات لدى الجمهور، تساعد على تفسير تصرفات لمجرد وتجاوزها سريعاً، مشيراً إلى أن الأزمة ستكون في مدى قدرته على التغلب على الأمر نفسياً خلال الفترة المقبلة والعودة إلى عمله، خصوصاً أنه ربما يكون وقع ضحية لامرأة تعرف نجوميته وتحاول ابتزازه.

ولفت إلى أن تعاطف الفنانين معه ودعمهم أو انتقادهم له لن يفرق كثيراً مع الجمهور، مشيراً إلى أن البعض ربما يضطر إلى انتقاده خشية اتهامه بالتشجيع على الاغتصاب، خصوصاً من الفنانات، والبعض الآخر سيتعامل بدبلوماسية.

وأكّد عادل أنه في حال عدم وجود مصلحة مباشرة في الأمر، فإن الدوافع الأخلاقية تبقى السبب الرئيس للبعض للانتقاد كما هند صبري، مشيراً إلى أن الموقف نفسه مثلاً في حال اتخذه فنان مغربي ستخرج تساؤلات عن الدوافع، ولكن في حالة الفنانة التونسية فلا وجود لأية منافسة بينهما أو فائدة من موقفها المناهض لما ارتكبه النجم المغربي.

إجابات دبلوماسية

قال الدكتور أحمد استبان، أستاذ علم الاجتماع، إن النجوم مطالبون دائماً باتخاذ مواقف في القضايا المختلفة، سواء السياسية العامة أو الخاصة بزملائهم، خصوصاً الفنانين الذين تعاونوا معهم أو تجمعهم بهم علاقة صداقة، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى تضطر إلى اتباع إجابات دبلوماسية في التعامل مع هذه المواقف، لا سيما أن أية كلمة قد تحسب عليهم وتُفسَّر بشكل خاطئ.

وأضاف استبان أن ثمة فنانين عندما يضطرون إلى التعليق على أزمة أخلاقية ترتبط بزميلهم تأتي إجابتهم دبلوماسية، مشيراً إلى أنهم مطالبون بمواقف إنسانية في ما يتعلّق بالقضايا الأخلاقية، وقليلون منهم يتقبلون أخطاء زملائهم ما دامت لا تأتي في إطار مخالفة القانون أو انتهاك حقوق الآخر.

وأكد أنه بحكم الصداقة ربما يجد لمجرد دعماً في قضيته ولكن ذلك لن يتجاوز مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتوقف بشكل كامل لاحقاً، لافتاً إلى أن المشكلة الاجتماعية في هذا الأمر أن الطرف الآخر في القضية يتعرض لضغط إعلامي قاس يظهره دائماً كأنه مدعٍ فيما ربما يكون صاحب حق. ويفسِّر ذلك بشهرة الطرف الأول، وهو الأمر الذي تجب مراعاته في التعامل إعلامياً مع مثل هذه النوعية من القضايا.