ريادة فنية
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
العمل يتناول فترة الانتداب الفرنسي عام 1939 وحتى الاستقلال، وهي فترة من أهم فترات تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي، وتدور القصة من خلال شخصية الأمير عمر الغامض والمغرم بعشق النساء، وقام بتجسيده رامي عياش الذي تتوفى زوجته المريضة بداء منذ الطفولة، ثم يتزوج أختها المتمردة عليه، لتقوم بتربية طفلته.القصة جميلة، وإن شاب الإخراج كثير من الأخطاء، لكن أداء الممثلين كان لافتاً للنظر، مثل دور الممثلة الإعلامية هيام أبوشديد، كذلك دور بيتر سمعان الذي قام بدور فارس، وأيضاً ميس حمدان وليلى بن خليفة، والدور الصعب المركب الذي قام بأدائه عصام مرعب كان لافتاً جداً بصراعه بين حبه للفتاة القروية وروحه الأرستقراطية الرافضة لها. يبقى دور البطل رامي عياش الذي ناسبت حركة جسمه إطلالة روح الأمير، ولبقت عليه، لكن عابته تعبيرات وجهه الثابتة على شكل واحد، مهما اختلفت الانفعالات، فقد كان بحاجة إلى دروس تدريبات الممثل، خاصة أنه يتمتع بحضور جميل وقبول مريح من المشاهد، كما كانت أغنية التتر بصوته رائعة.العمل الثاني كان مسلسل "الطريق"، المأخوذ عن قصة الشريدة لنجيب محفوظ، عُملت كفيلم مصري، تميز هذا المسلسل بإيقاع سريع أبعد الملل من المشاهد، تدور أحداثه في وقتنا الحاضر، ويحكي عن قصة حب بين محامية مثقفة من طبقة فقيرة تقوم بدورها الممثلة نادين نسيب نجيم، والممثل السوري العبقري عابد فهد جسّد دور تاجر الأغنام الأمي الذي وقع بحبها، والمسلسل يبين الاختلاف الفكري الثقافي والاجتماعي ما بين الطبقات، مما يخلق صراعات قوية بينهما.عابد فهد قدم دور التاجر راعي الأغنام محدث النعمة، بتجسيد ونحت للشخصية بشكل رهيب يستحق عليه الأوسكار وكل الجوائز الأخرى، كما كان الإخراج لرشا شربتلي مميزاً.المسلسل الثالث "وأشرقت الشمس" قصة حب تدور أحداثها في فترة الحكم العثماني على الدول العربية، والصراع بين شيخين هما أخوان يورث خلافهما إلى أبنائهم، ويكبر هذا الحقد والاستبداد والظلم بين الأجيال والثورة على القهر والتقاليد الصارمة.يقوم بدور البطولة الممثل يوسف الخال، وإيميه صياح، وغسان صليبا، ورولا حمادة، وإخراج شارل شلالا، وكان تمثيل أغلبية الممثلين جيداً وبأداء مميز.هذه أول مرة أشاهد فيها مسلسلات لبنانية، وأعجبتني هذه الأعمال التي أظنها من أفضل ما قدمه الإنتاج التلفزيوني في الدراما اللبنانية، لكن مع هذا التميز تبقى الدراما المصرية أكثر حنكة ومقدرة وقوة في إدارة العمل الفني الدرامي ككل من تأليف وإخراج وتمثيل وتصوير وتقنيات حديثة، وتميز خاص في التصوير الخارجي والعمل في المجاميع الكبيرة، وحتى طريقة التمثيل نجد الروح المصرية أكثر حرارة وانفعالاتها الوجدانية أعمق وأقوى وأكثر حسية من التمثيل اللبناني الأهدأ في الانفعالات التعبيرية.يبقى التمثيل في مصر له مركز الريادة العربية لأسباب عديدة؛ منها أن البداية كانت من عندهم، وتطورت عبر قرن من الزمان في المسرح والسينما والخبرات الفنية للجنسيات المختلفة التي كانت موجودة من إيطاليين ويونانيين ويهود ومصريين، كلها ذابت في تطوير فن الدراما المصرية لتصبح كما ما هي عليه الآن.