دشنت فرقة المسرح الشعبي عروض مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية" بدورته الثالثة، أمس الأول، بعرض "وحش الفردوس" على مسرح الدسمة، من إعداد وإخراج علي البلوشي، بحضور مدير إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أحمد التتان، ومدير المهرجان طارق دهراب، ورئيس مجلس إدارة نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين رئيس فرقة المسرح الشعبي د. نبيل الفيلكاوي، ومجموعة من أهل الفن والمسرح، يتقدمهم جاسم النبهان وحسين المفيدي وحمد ناصر وعنبر وليد وسعود الفرج وعلي العلي ومحمد الحملي.

أعدَّ النص علي البلوشي عن مسرحية "وحش طوروس" لعزيز نيسين (1915 - 1995)، والأخير اسمه الحقيقي محمد نصرت نيسين، وهو كاتب مسرحي وأديب، من أهم رواد المسرح المعاصر في تركيا، ويُعد من الكُتاب الأتراك النوادر الذين عرضت أعمالهم المسرحية خارج حدود بلدهم. وحملت كتاباته نقدا لاذعا للمجتمع والكثير من سلوكياته، كالنفاق وإسفاف النظرة إلى المرأة، والجهل والتخلف. واستخدم صورا تمثيلية يصف فيها أمه كضحية لهذا المجتمع، كي يبث غضبه على ما يرى من ممارسات لا يقبلها. وحُكم عليه بالسجن لأكثر من مرة بسبب مقالاته.

Ad

من أعماله "هل تأتون قليلاً"، التي قدمت في تركيا عام 1962، "افعل شيئاً يا مت"، ترجمت إلى الإنكليزية، عرضت في كاليفورنيا عام 1964، و"وحش طوروس"، كتبها كقصة ثم مسرحية، قدمها في إسطنبول عام 1965.

وتعد "أنت لست غارا" من أنجح المسرحيات الكوميدية الساخرة والأصيلة في مبناها ومنحاها، وحظيت باهتمام الكثير من المخرجين في العالم، وقدمها المخرج د. شايع الشايع بمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي في دورته الأولى.

حصل نيسين على جائزة السعفة الذهبية من إيطاليا (1956)، وجائزة القنفذ الذهبي من بلغاريا (1966)، وجائزة التمساح الأولى من الاتحاد السوفياتي (1969)، وجائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا (1975)، والجائزة الأولى (1968) على كتابه (ثلاث مسرحيات أراجوزية)، وجائزة المجمع اللغوي التركي (1969)، وجائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا (1975).

ونأتي إلى عرض "وحش الفردوس"، الذي يطرح جملة من القضايا الاجتماعية؛ حيث يسكن جاسم الفار، موظف متقاعد، مع أسرته في إحدى الشقق، له زوجة (أم محمد)، وهي سليطة اللسان، تعيش تحت سيطرة ما رأته في حلمها عن زوجها منذ 30 عاما وهو يجامل إحدى الفتيات، فتتهمه بالخيانة. لهما ولدان؛ شاب وفتاة، الشاب متفوق في دراسته الجامعية (محمد) المتلعثم، والفتاة (فاطمة)، تواصل دراستها الجامعية أيضا. يعكر صفو هذه الأسرة قدوم صاحب المنزل (أبوكامل)، الذي يحاول المستحيل كي يخرجهم من الشقة. ورغم خسارته الدعوى في المحكمة، لا يجد مناصا من أن يسكن الطابق الأعلى لجماعة تحترف الإزعاج اليومي يقودها "فيروز"، وفي أوقات مختلفة ليلا ونهارا، حيث تعلو أصوات الموسيقى والإيقاعات والغناء، وتطلب الأسرة من الأب الذهاب إلى المخفر لتقديم شكوى ضد هذا الوضع الشاذ، فيرفض الذهاب. كما يسكن الطابق الأرضي المجرم والشرير "جمشير".

وبمرور الوقت تصاب الأسرة بنوع من الهستيريا، وتكثر الضجة، ويزداد الطين بلة، حينما يندلق الماء النتن من سطح البيت، ما يدفع الزوجة إلى إقناع الزوج بالذهاب إلى المخفر، كي يتقدم بشكوى.

وضمن الأجواء المليئة بالسخرية في المخفر يتحول "جاسم الفار"، وعن طريق الخطأ، إلى وحش طوروس، أخطر المجرمين الذي تبحث عنه الشرطة منذ 30 عاما، وينتشر خبر إلقاء القبض على هذا الوحش في الصحف والإذاعات العالمية، ويبقى قابعا في زنزانة خاصة لمدة 5 أشهر، ومنعت عنه الزيارة.

ويأتي "أبوكامل" لزيارة أسرة "الفار"، خوفا من جاسم، الذي خرج من السجن، ومعه بعض أكياس التموين من الجمعية، ويعفيها من الإيجار لمدة عام كامل.

في المشهد الأخير، يعود "الفار" إلى شقته، بعد الحكم له بالبراءة، ويتهرب منه الجميع، خوفا منه. يزوره "فيروز"، الذي يخيِّره ما بين أن يكون وحشاً أو جحشاً، فيختار "الوحش" ويصعد معه إلى شقته.

المسرحية تصلح للعرض الجماهيري، لكنها بحاجة إلى بعض التهذيب والتشذيب في أماكن معينة من الحوار ومفرداته، إضافة إلى ضرورة تغيير اسم الفردوس، لأنها منطقة كويتية، وكأن المُعد والمخرج يتطرق إلى المنطقة نفسها، حينما أطلق اسمها ومخفرها، ما يدخل العرض في دوامة من الإشكالات.

أما الأداء التمثيلي، فأطلق محمد عاشور (جاسم الفار) وإيمان فيصل (الزوجة أم محمد) العنان لقفشاتهما الكوميدية، ودور متميز لنصار النصار، ومشاركة جميلة للفنان عبدالعزيز النصار كضيف شرف بشخصية "فيروز".

فريق المسرحية

"وحش الفردوس" من إعداد وإخراج: علي البلوشي، تمثيل: محمد عاشور، إيمان فيصل، عبدالله الحمود، بشاير الشنيفي، نصار النصار، محمد ملك، مشعل العيدان، ماجد البلوشي، يوسف الهاجري، نواف الشحيتاوي، وعبدالعزيز النصار (ضيف شرف). تصميم الديكور: أسماء البلوشي، مؤثرات صوتية: عبدالله الشطي، إدارة مالية: نوح بوكبر، مساعد مخرج: فاضل النصار وشملان النصار، إضاءة: عبدالله النصار، ماكياج: دلال الردهان، غناء: حسن كرم، عزف موسيقي حي: محمد الفيلكاوي، إشراف عام: د. نبيل الفيلكاوي، إنتاج: فرقة المسرح الشعبي.