رحيل باحثة الأنثروبولوجيا ماري أسعد
شُيعت باحثة الأنثروبولوجيا ماري أسعد إلى مثواها الأخير، بعدما وافتها المنية عن عمر يناهز 96 عاماً، وهي تعتبر أشهر مدافعة عن حقوق المرأة في العالم العربي، واشتهرت بلقب أيقونة الدفاع عن المجتمع الأنثوي، باعتبارها أكثر المناهضات لختان الإناث، فضلاً عن أنها كرست حياتها للعمل التطوعي. ولدت ماري باسيلي أسعد في 16 أكتوبر 1922 بحي الفجالة في القاهرة، وتخرجت في الجامعة الأميركية، وكانت القضايا المجتمعية، والدفاع عن حقوق المرأة وجهتها الرئيسة. كرَّست جهودها في هذا السياق، فكانت من الأوائل الذين تحدثوا عن جرائم ختان الإناث، وانتهاك جسد المرأة، تحت مُسمى العادات والتقاليد، وفي العام 1953 عُينت أول امرأة مصرية تعمل في جمعية الشابات المسيحية العالمية في جنيف.
وحصلت أسعد على درجة الماجستير في علم الاجتماع والإنسان، ثم نالت منحة الدبلوم في إنكلترا في مجال تنظيم الأسرة من منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن انتدابها مفوضة في اللجنة الطبية المسيحية بالمجلس العالمي للكنائس.تعد أول من كتبت عن ختان الإناث، إذ بدأت بسرد الوقائع، ونتائج تلك الجريمة، منذ خمسينيات القرن الماضي، وركزت أبحاثها على مصر وشمال أفريقيا، لمخاطبة المجتمع، وتحويل الأمر إلى قضية رأي عام تمسّ المرأة، كذلك ترجمت رسائلها الموجهة في هذا الصدد إلى اللغة الإنكليزية، لتوصيلها إلى أكبر نطاق مُمكن.خلال العام 1965، حصلت أسعد على بكالوريوس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من الجامعة الأميركية، ثم انضمت إلى مركز البحوث المجتمعية في الجامعة ذاتها.نعتها وزارة الثقافة المصرية في بيان رسمي، واصفة إياها بأنها «أفنت حياتها في تعزيز حقوق المرأة... وتعزيز العمل التطوعي وتعليم الحرف وتحسين نوعية الحياة من خلال ورش الغناء والفنون التشكيلية للأطفال الفقراء في المناطق العشوائية».