أزمة التكييف والصيانة تغرق «التربية» في الرطوبة والحر
• الجريدة• حذّرت من مشاكل العقود في يوليو الماضي • تعطيل الدراسة في المدارس المتضررة
بعدما حذرت "الجريدة" في عددها الصادر بتاريخ 6 يوليو الماضي من أزمة مقبلة على «التربية» فيما يخص الصيانة والتكييف، وبينما أصدر وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي تعليماته بتعطيل الدراسة في المدارس التي تعاني أزمة تكييف، وهي الازمة التي تعانيها الوزارة بشكل سنوي، كشفت مصادر تربوية مطلعة أن الوزير أبدى استياء شديدا، خلال زياراته التفقدية لعدد من المدارس خلال اليومين الماضيين، موضحة أن الوزير طالب القياديين في التربية من وكلاء مساعدين ومديري مناطق ومديري ادارات الصيانة بتحمل مسؤولياتهم والقيام بمهامهم الوظيفية لتدارك المشكلة. ولفتت المصادر إلى أن المشكلة تعود بالاساس إلى عدم وجود عقود صيانة وتكييف نتيجة اهمال الجهات المختصة في التربية وطول الدورة المستندية وتأخر انجاز هذه العقود.وقالت لـ"الجريدة" إن مشكلة عقود الصيانة والتكييف تعود إلى عدة سنوات، حيث تتأخر هذه العقود لعدة أسباب، منها اهمال بعض الجهات المسؤولة عن اتمام هذه العقود، اضافة إلى عدم موافقة ديوان المحاسبة على بعض البنود في مناقصات هذه العقود وإعادة طرح المناقصات من جديد، مع طول الدورة المستندية، الأمر الذي ترتب عليه تأخر في انجاز هذه العقود، وبالتالي وقوع الوزارة في هذا المأزق.
7 مدارس في حولي
وأوضحت المصادر أن الوزير العازمي قام صباح أمس، برفقة وكيل وزارة التربية د. هيثم الأثري وعدد من القيادات، بجولات إلى عدة مدارس في منطقة حولي التعليمية، وهي مدرسة الفضل ابن العباس وأسماء بنت يزيد وغيرها من المدارس التي تعاني مشاكل في التكييف والصيانة، لافتة إلى أن عدد المدارس التي تعاني مشاكل كبيرة في التكييف في حولي التعليمية لوحدها بلغ 7 مدارس.وأضافت أن مشكلة التكييف لم تكن محصورة في منطقة تعليمية بعينها، ولكن كانت في جميع المناطق التعليمية، حيث تعاني مدارس عديدة من هذه المشكلة، مرجحة أن يصل عدد المدارس التي لا تعمل اجهزة التكييف فيها بشكل كامل إلى أكثر من 20 مدرسة على مستوى البلاد.نواب: العازمي وعدنا بتصليح التكييفات
أعرب عدد من النواب عن أسفهم لما شهدته بعض مدارس وزارة التربية في يومها الأول من تعطل في التكييفات الخاصة ببعض فصولها، مؤكدين أنهم تواصلوا مع الوزير حامد العازمي، ووعد بحل المشكلة.وقال النائب رياض العدساني: «تحدثت مع وزير التربية حول المشكلة، وبإذن الله سيتم التحقيق ومحاسبة المسؤولين المتسببين»، مضيفا: «كان بودنا أن نناقش تطوير المناهج وتحسين التعليم، لا مناقشة أعطال التكييف، لذا أؤكد أنني سأتابع إجراءات الوزارة بحق المقصرين، فالطلبة والمعلمون والمعلمات لهم كل تقدير».بدوره، قال النائب عبدالوهاب البابطين: «بمكالمة هاتفية مع الوزير أبلغني أنه سيكون موجودا بالمدارس التي فيها الخلل، وقد وعدني بإنهاء الموضوع مع نهاية هذا الأسبوع، وقد تمت إحالة أحد الموظفين للتحقيق بسبب الإهمال، مستدركاً: «استجابتك السريعة محل تقدير، ونرجو انتهاء الموضوع».أما النائب عمر الطبطبائي، فذكر أنه «أنهى اجتماعا مع الوزير بخصوص المشكلة، وسيتم الانتهاء من تشغيل كل المكيفات هذا الأسبوع، ومحاسبة كل من تسبب في هذه المشكلة».
وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن الوزير العازمي أعطى تعليماته بتعطيل الدراسة، خلال اليومين المقبلين، في بعض المدارس التي تعاني مشكلات وأعطال في التكييف، مؤكدة أن العديد من الإدارات المدرسية لاسيما المرحلة الابتدائية قد قامت بالاتصال على أولياء الامور أمس ودعتهم للحضور لأخذ ابنائهم من المدرسة بسبب تعطل التكييف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.«المعلمين» لتعطيل الدراسة
دعا رئيس جمعية المعلمين مطيع العجمي إلى تعطيل الدراسة في بعض المدارس، مع بداية العام الدراسي، بسبب أعطال في التكييف بتلك المدارس ومشاكل بالصيانة توجب على وزارة التربية محاسبة المسؤول عن هذا الملف.وقال العجمي، في تصريح صحافي أمس، إنه يجب اتخاذ الخطوات العاجلة واللازمة لعودة الدراسة في تلك المدارس، بما لا يؤثر على الخطط الدراسية الموضوعة، مشيرا إلى أهمية اعادة النظر في اجراءات عقود الصيانة والخدمات العامة الخاصة بوزارة التربية ووجود خصوصية لها من الجهات الرقابية والحكومية الأخرى
وأشارت الى ان وكيلة التعليم العام فاطمة الكندري دعت مديري عموم المناطق التعليمية الى اجتماع داخل مكتبها في وزارة التربية لمناقشة أزمة التكييف والصيانة داخل المدارس، والعمل على إيجاد حلول سريعة قبل انطلاق الدراسة لطلاب المرحلة الثانوية الاحد المقبل.عقود الصيانة
وكان الوزير العازمي عقد اجتماعا عاجلا مع قياديي "التربية" تفاعلاً مع ما نشرته "الجريدة" في 6 يوليو الماضي بشأن تأخر عقود الصيانة والأزمة المرتقبة التي ستعاني منها المدارس مع بدء الدوام في بداية العام الدارسي، إذ ناقش الوزير مع قياديي التربية أهم معوقات انطلاق العام الدراسي الجديد، والتي كان من أبرزها رفض ديوان المحاسبة تمرير عقود الصيانة لـ 3 مناطق تعليمية، الأمر الذي اوقع الوزارة في هذا المأزق، إذ إن الوزارة ليس لديها عقود صيانة وغير قادرة على اللجوء إلى التعاقدات المباشرة، تخوفا من الوقوع في مخالفات ديوان المحاسبة.إلى ذلك، تساءلت المصادر التربوية عن السر وراء اهمال الجهات المختصة في وزارة التربية لمعالجة الخلل في التكييف طوال هذه السنوات، لاسيما أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كان قد تبرع باستبدال كل اجهزة التكييف في جميع المدارس التي تعاني مشاكل قبل 3 سنوات على نفقته الخاصة، مشيرة إلى أنه كان يفترض بمسؤولي الوزارة الاستفادة من الدرس والبحث عن حلول جذرية للمشكلة وعدم انتظار وقوعها مجددا.نقابة التربية: محاسبة المقصرين وصرف مستحقات المكلفين
طالب رئيس نقابة العاملين بالتربية صالح العازمي بمحاسبة المسؤولين عن تعطل التكييف في المدارس، مشيرا إلى ان هذا الامر لا ينبغي أن يمر مرور الكرام وعلى الوزارة محاسبة من تسبب بهذا التقصير.وقال العازمي، في تصريح صحافي أمس، إن المكلفين بمتابعة أعمال الصيانة العام الماضي لم يتسلموا مستحقاتهم حتى الآن، وهذا الأمر يتسبب بإحباط العاملين، واذا ما كانت الوزارة جادة في تحفيز موظفيها فعليها صرف مستحقاتهم بمجرد انتهاء اعمالهم.
العازمي وقياديو الوزارة تفقدوا عدة مدارس واطلعوا على مأساوية الأوضاع فيها
تأخر تجديد العقود يعود للإهمال وطول الدورة المستندية
تأخر تجديد العقود يعود للإهمال وطول الدورة المستندية