جنوب اليمن يرفض «جنيف»... وشلل في سيئون لليوم الثاني

• الحوثي يسمي مقرباً من صالح نائباً لرئيس وفده
• «التحالف» يقتل 100 متمرد بغارات على الحديدة

نشر في 05-09-2018
آخر تحديث 05-09-2018 | 00:05
يمني يمر بجوار إطارات مشتعلة أغلقت طريقا بوسط عدن أمس الأول (أ ف ب)
يمني يمر بجوار إطارات مشتعلة أغلقت طريقا بوسط عدن أمس الأول (أ ف ب)
رفض المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الالتزام بأي تفاهمات تنتج عن مشاورات ترعاها الأمم المتحدة، مقررة بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين بعد غد الخميس، في حين تواصلت الاحتجاجات بمدن جنوبية، في مقدمتها مدينة سيئون التي شهدت حالة من الشلل شبه التام، تنديداً بتدهور سعر صرف الريال.
عقّد المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المشهد المتأزم في البلاد، وألقى بظلال رمادية على مشاورات السلام المقرر انعقادها في جنيف بعد غد الخميس، بعدما أعلن مساء أمس الأول أنه لن يكون ملزماً بأي مخرجات أو تفاهمات تنتج عنها ما لم يكن طرفا فيها.

وقال المجلس الداعي لتقرير مصير جنوب اليمن، أو العودة للاستقلال عن الشمال الذي تهيمن عليه حركة "أنصار الله" الحوثية"، في بيان: "لن نكن ملزمين بأي مخرجات أو التزامات يتم الاتفاق عليها في المشاورات أو المفاوضات من جانب أطراف ليست موجودة على الأرض، ولا تمثل تطلعات أهلها، ولن يتم تطبيق أي نتائج على أرض الواقع".

وأشار إلى أنه "بذل جهوداً سلمية كبيرة، شرح من خلالها لمختلف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وذات العلاقة وضع القضية الجنوبية، ونقل تطلعات الشعب الجنوبي وأهدافه المتمثلة في إيجاد حل عادل يختاره ويقرره الشعب الجنوبي دون سواه".

وتابع: "لقد أحرزنا تقدما جيداً، وبعد مداولات عدة، التقينا بالمبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث، للمرة الثانية في الأردن، حيث أوضح خلال اللقاء أنه نجح في إدراج قضية الجنوب ضمن أولويات عملية السلام نتيجة للواقع الذي يستدعي ذلك، وتحدث مكتبه عن ضرورة أن يكون الجنوبيون طرفاً رئيسياً من بداية أي مفاوضات".

وأفاد بأن "المبعوث الخاص فوجئ بموقف من الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي عبر له فيه عن رفضه التام لأي حضور لقضية الجنوب على طاولة المفاوضات في جنيف، وبشكل صريح أكد هادي أن الشرعية ستنسحب من طاولة المفاوضات إذا تم إدراج قضية الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي فيها، وكذا كان شرط الحوثيين أيضاً للحضور إلى جنيف".

حرب وأزمة

وذكر المجلس أن الجنوبيين لم يكونوا متسببين في الحرب الأهلية الدائرة حالياً، "إلا أنها فرضت علينا، وأصبحنا طرفاً رئيسياً فيها ولا يمكن إيقافها بدوننا، والمبعوث الخاص ابتعد عن الطريق المعقول للحل، نتيجة ضغط الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية".

وحمّل المجلس الجنوبي، المبعوث الأممي "المسؤولية المترتبة على المرحلة المقبلة كاملة". ودعا الجنوبيين، إلى التعبير عن رفضهم ومقاطعتهم أي مشاورات أو مفاوضات "يتم فيها القفز على تطلعاتهم وتعمد تغييبهم وتهميش تاريخهم وإلغائه"، وحثهم على الخروج في كل مناطق الجنوب للتعبير عن ذلك بكل الطرق السلمية.

واعتبر أن "الأزمة المدمرة والمتعمدة التي تجتاح الجنوب ما هي إلا نتاج استمرار الفشل في حكومة الفساد"، لافتاً إلى أن "هدفها إخضاع الجنوبيين ودفعهم إلى التنازل عن كل أحلامهم العادلة وتطلعاتهم المشروعة، خاصة أن هذا الفساد لا يُمارس إلا في الجنوب، ولا تتم مقاومته إلا في الجنوب"، في إشارة إلى الحكومة التابعة لهادي التي تتخذ من مدينة عدن مقرا لها.

وأكد المجلس الجنوبي استمرار التحركات الشعبية السلمية، وبقاء جميع الخيارات مفتوحة.

ويسيطر المجلس على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية، ويحظى بدعم كبير من دولة الإمارات العربية، العضو الرئيسي بتحالف دعم الحكومة المعترف بها دولياً الذي تقوده السعودية.

وتم تشكيل المجلس في مايو العام الماضي، برئاسة محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، ويضم جمعية وطنية عمومية شكلت بأكثر من 300 عضو، وسبق أن اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المجلس والقوات الحكومية في عدن.

وفد الحوثيين

من جهتها، أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية، أسماء أعضاء الوفد الممثل لها في محادثات السلام غير المباشرة المقرر انعقادها بجنيف.

وقالت وكالة الأنباء "سبأ"، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن "مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى أصدر قراراً بتشكيل الوفد الوطني لتمثيلهم في المشاورات".

وأعلنت الجماعة أسماء الوفد المكون من 12 عضواً يرأسه عبدالسلام صلاح أحمد فليته، وينوب عنه جلال علي الرويشان.

ويعد الرويشان أحد الشخصيات التي كانت مقربة من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وهو أحد الأعضاء المشاركين باسم حزب "المؤتمر الشعبي" الذي أعلن ولاءه للحوثيين، إلى جانب خمسة آخرين.

ومن المقرر أن تبدأ مشاورات السلام التي دعا إليها المبعوث الأممي، الخميس المقبل، بعد فشل 3 مشاورات سابقة، توقف آخرها في يوليو عام 2016 بعد 3 أشهر من انطلاقها في الكويت.

احتجاجات وشلل

في هذه الأثناء، شهدت مدينة سيئون، ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت شرقي اليمن، أمس، حالة من الشلل شبه التام، جراء تواصل العصيان المدني وإغلاق المحال والاحتجاجات لليوم الثاني على غلاء الأسعار الناجم عن تدهور قيمة العملة المحلية.

وقال سكان إن الاحتجاجات الشعبية تواصلت لليوم الثاني؛ حيث أحرق المحتجون إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية بالمدينة، وألقوا فيها الأحجار والأعمدة، ما أدى إلى قطع الحركة في تلك الشوارع.

في السياق ذاته، دعت قبائل وادي وصحراء محافظة حضرموت، أمس، الرئيس هادي و"التحالف العربي" إلى التدخل العاجل لتدارك العملة المحلية المنهارة ومعالجة الانفلات الأمني.

وتواصلت الاحتجاجات المعيشية في عدة مناطق بمحافظات جنوبية بينها أبين ولحج والضالع.

100 قتيل

إلى ذلك، قتل 100 مسلح من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، في سلسلة غارات نفذتها طائرات "التحالف العربي" على مواقع للمتمردين في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن خلال الساعات الـ48 ساعة الماضية.

وتزامنت الغارات مع تبادل للقصف في محيط مطار الحديدة، في وقت تجددت المواجهات بين الميليشيات الانقلابية وقوات دعم الشرعية في مدينة الدريهمي المجاورة.

وأفادت قناة "العربية" بمقتل العشرات من المتمردين في عملية اطلق عليها اسم "قطع رأس الأفعى" بمنطقة مران بمحافظة صعدة معقل الحوثيين.

قبائل حضرموت تدعو هادي وتناشد الرياض إنقاذ الريال
back to top