تقدم إلى «مهرجان بعلبك الدولي للسينما» نحو 3250 فيلماً من 119 دولة، عرضت على لجنة مؤلفة من اختصاصيين في الفن السابع، لاختيار الأعمال التي ستشارك في المهرجان، وهي في معظمها تحمل رسائل هادفة على حد تعبير رئيسة المهرجان مي عبدالساتر، التي أكدت في مؤتمر صحافي عقد في المناسبة أن «السبب الرئيس في إقامة هذا المهرجان، هو دور السينما في نقل الحضارات من مجتمع الى آخر، وذلك في ظل الأرضية الخصبة التي تتمتع بها بعلبك لتحمل هكذا نوع من المهرجانات». وأشارت عبد الساتر إلى أن النشاطات الفنية سواء التي تقوم بها مهرجانات بعلبك الدولية أو «مهرجان بعلبك الدولي للسينما» هي الطريق الأمثل لنقل الصورة الحضارية لمنطقة بعلبك وتفعيل الحركة الاقتصادية بشكل أو بآخر في المنطقة، لافتة إلى أن «بعلبك تفتقر إلى دور السينما، وأحد أهداف المهرجان إيجاد صالات للسينما في المدينة»، معتبرة أن السينما والثقافة والفن تعكس الوجه الحضاري للشعوب.
يستمر المهرجان يومين، تُعرض في اليوم الأول ثمانية أفلام، وفي اليوم الثاني الأفلام الثمانية الباقية، على أن تُعلن الأفلام الفائزة في الختام. ويواكب الممثل عبدو شاهين الليلة الأولى، وفي الليلة الثانية تسلم الجوائز إلى المخرجين أو ممثلي السفارات في حال غياب المخرج، بحسب عبد الساتر.لبنانياً، تشارك في المهرجان ثلاثة أفلام هي: «بالأبيض» للمخرجة دانيا بدير، و«راندا» للمخرج فاروق الجمال، و«ليلة» للمخرجة جودي لمع.
صدى دولي
أكد الممثل عبده شاهين أن لبنان بحاجة إلى تنشيط الأطراف لإغناء بيروت بالثقافة بعدما أنهكتها السياسة، وقال: «أن يكون صدى مهرجان في بعلبك، دولياً، في ظل كل هذا التعتيم الإعلامي والافتقار إلى أدنى مقومات التنمية في بعلبك، فأنا أفخر بهذا المهرجان»، داعياً وزارة الثقافة والقيمين إلى الاهتمام بإنشاء مسرح وطني قومي، ولافتاً إلى أهمية الأحزاب المحلية في دعم النشاطات الثقافية، لأن بعلبك تملك قدرات ومبادرات فردية بحاجة إلى توجيه واهتمام.أما حسن طبيخ (ممثل محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر) فأشاد بالموسم السياحي الفني في بعلبك الذي بدأ مع مهرجانات بعلبك الدولية واستمر مع «سمبوزيوم بعلبك الثقافي» ليختتم بمهرجان سينمائي بهذا الحجم. ونوه بالمستوى الذي قدمه «مهرجان بعلبك الدولي للسينما» في السنة الماضية، معتبراً أنه يشكِّل ظاهرة ثقافية فنية فريدة ونافذة للشباب البعلبكي نحو العالم. وقال: «كلما تطلع الشباب نحو الثقافة والفن كلما تغيرت المجتمعات»، مؤكداً دعم المحافظة للمهرجان بخطواته كافة وأنها تعمل ضمن خطة واضحة لتحسين الصورة الإعلامية لبعلبك.انطلاقة قوية
تنادى مجموعة من الشباب في منطقة بعلبك وقرروا العمل على إطلاق مهرجان سينمائي يلبي طموحاتهم الفنية، باعتبار أن المنطقة تعرف في العالم بمهرجاناتها الفنية، من ثم يجب أن تستكمل هذه الصورة بمهرجان سينمائي ينظم في القلعة التي تشهد سنوياً حفلات فنية على مستوى عالمي. هكذا ولدت الفكرة وبدأت ورشة تطبيقها على الأرض، فكانت النسخة الأولى من المهرجان في العام الماضي التي لقيت نجاحاً وإقبالاً، لا سيما من السينمائيين الشباب، وبلغ الحضور أكثر من ألف شخص، ما شجع القيمين عليه على تنظيم النسخة الثانية هذا العام. لا شك في أن خصوصية «مهرجان بعلبك للسينما» تكمن في أنه يشترط أن تحمل الأفلام التي تعرض خلاله رسائل إنسانية وألا يعود تاريخ تصويرها إلى ما قبل 2016، أي أنها تعكس الحاضر بالتباساته وتناقضاته. وقد لقي المهرجان صدى على الساحة السينمائية العالمية، وهو يستقبل للعام الثاني على التوالي أفلاماً من دول مختلفة، ما يعزز حضور لبنان على الساحة الفنية العالمية.فيلمان لبنانيان
«بالأبيض» (15 د. 2017) : تتأمّل فيه الكاتبة والمخرجة والمنتجة اللبنانية دانيا بدير، في أسئلة الحبّ والعلاقات والتقاليد، وتتوقف عند مفهوم الآخر في البناء الاجتماعيّ اللبنانيّ، والعادات والتقاليد المتحكّمة به. يتمحور الفيلم حول فلارا، ابنة عائلة درزية تغرم بشاب يهودي، وترتسم من خلال هذه العلاقة حالات نفسية وفكرية وإنسانية واجتماعية، تزيدها التساؤلات حول الهوية والانتماء تعقيداً.«ليلة» (22 د. 2017): تعالج المخرجة جودي لمع موضوع الانتقام والمشاعر التي تغذيه، وتتمحور القصة حول ليلى (وفاء حلاوي)، شابة تلتقي زياد (طارق يعقوب) في إحدى السهرات، خلال احتفاله بخروجه من السجن بعد قضائه عقوبه فيه لمدة عشر سنوات بتهمة السرقة، فيمضيان معاً وقتاً ممتعاً وتدور بينهما حوارات تتضمن معلومات زائفة عنهما، لكن الحقيقة ستظهر في نهاية الفيلم عندما يعود الماضي فجأة.