برامج الفنانين على الفضائيات... كثير من الأفكار قليل من النجاح
تشهد البرامج التلفزيونية التي يقدمها فنانون تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، لا يرتبط بالتوقف عن إطلاق أي جديد منها فحسب وإنهاء مواسم عدة، بل يمتد إلى تراجع العائدات الإعلانية عليها رغم محاولات تحسينها.
يبرز في هذا السياق «تعشرب شاي» الذي تقدّمه غادة عادل، إذ اكتفت الشركة المنتجة بالمواسم السابقة منه، خصوصاً مع تراجع نسبة مشاهدته بشكل ملحوظ.
يبرز في هذا السياق «تعشرب شاي» الذي تقدّمه غادة عادل، إذ اكتفت الشركة المنتجة بالمواسم السابقة منه، خصوصاً مع تراجع نسبة مشاهدته بشكل ملحوظ.
باستثناء «كريزي ماركت» الذي يقدِّمه محمد شاهين، وهو تجربة ترفيهية تعتمد على تسابق اثنين من الطهاة إزاء مجموعة من المحكمين، وفيه تحاول قناة cbc التي اشترت حقوق عرضه تعويض غياب برامج المسابقات الغنائية، خصوصاً أن تكلفة إنتاجه أقل بكثير مقارنة بها، فإن المحطات التلفزيونية المصرية المختلفة لم تعدّ مهتمة بالسعي إلى التعاقد مع نجوم لتقديم برامج تلفزيونية خارج إطار اكتشاف المواهب والترفيه.ورغم اعتماد محطات مختلفة على برامج عدة لفنانين على الشاشة، فإن هذا النوع من المحتوى والأسلوب تراجع بشدة بسبب انخفاض الميزانيات في ظل عدم تحقيق عائدات إعلانية كبيرة خلال الفترة الماضية.وبحسب استطلاعات الرأي المختلفة، فإن أياً من البرامج التي يقدِّمها الفنانون لم يُحقق نسب مشاهدة كبيرة أو يدخل ضمن قائمة الأكثر مشاهدة، على العكس من برامج «الهارد توك» واستضافة الفنانين في «التوك شو» التي جاءت نسب مشاهدتها أعلى، ما دفع عدداً من المحطات إلى رصد ميزانيات لاستضافة الفنانين في البرامج بشكل شبه منتظم، وهو ما حدث في شبكة قنوات «دي أم سي» التي أدرجت فقرة فنية أسبوعية مرة واحدة على الأقل في برنامج الحوار الرئيس.
رأي الخبراء
يقول الخبير الإعلامي أحمد فوزي إن البرامج التي يقدِّمها الفنانون تنقسم إلى نوعين، أحدهما يحمل إضافة فعلاً للفنان والآخر لا يتجاوز ملء الهواء على الشاشة، ويسعى الفنان من خلاله إلى الحصول على أجر مادي إضافي، خصوصاً إن لم يتعارض توقيت تصويرها مع أعماله الدرامية.ويشير فوزي إلى أن عدم نجاح برامج الفنانين أمر طبيعي في ظل اعتمادها على تحضيرات هزيلة وعدم تقديمها معلومات جديدة، موضحاً أن ثمة فنانين يتولون برامج مسابقات مثلاً لا تضيف إليهم مطلقاً مثل أحمد فهمي ونجلاء بدر، لكن في الوقت نفسه يتقاضون عنها أجوراً جيدة، من ثم فإن تواجدهم فيها مبرر.ولفت إلى أن غالبية البرامج التي قدَّمها الفنانون خلال آخر ثلاث سنوات لم تتضمن سوى فكرة أو اثنتين مختلفتين، بينما جاءت بقية الأفكار مكررة ومستهلكة ما بين حوارات عادية ومسابقات ترفيهية، مشيراً إلى أن الصداقة بين المضيف والضيف تؤدي إلى عدم طرح جوانب عدة في الحوارات، بالإضافة إلى أن الفنانين يستبعدون من هم على خلاف معهم.اتفق الخبير الإعلامي أشرف فوزي مع هذا الرأي وأكّد أن تراجع تقديم الفنانين البرامج مرتبط بالمتغيرات التي دخلت إلى سوق الإعلانات خلال الفترة الأخيرة، والتراجع عن تقديم برامج بميزانيات كبيرة، مشيراً إلى أن الأجور الكبيرة التي يتقاضاها بعض الفنانين تشكِّل غالباً معوقاً إزاء تقديم برامج جيدة.وأضاف فوزي أن تحديد سقف للإنتاج وأجور الفنانين أدى إلى تراجع قنوات عدة عن تقديم برامج من هذا الشكل بميزانيات كبيرة، خصوصاً أنها لا تحقق العائدات الإعلانية المتوقعة، لافتاً إلى أنه باستثناء برامج المقالب لرامز جلال فإن البقية لم تغط كلفة إنتاجها، خصوصاً التي تعتمد على استضافة أكثر من نجم في الحلقة بسبب ارتفاع ميزانيتها.وقارن فوزي بين الموسمين الأول والثاني من «قعدة رجالة»، فبعد خفض الميزانية لم يعد يستضف نجوم الصف، وهو ما تكرَّر مع «تعشرب شاي» لغادة عادل وأدى إلى تقلص أيام عرضه.
البرامج التي يقدِّمها الفنانون لم تحقق نسب مشاهدة واسعة بحسب الإحصاءات