سلط نائب الرئيس التنفيذي في شركة نفط الكويت عماد سلطان، الضوء على أهم أعمال شركة نفط الكويت، التي قامت بها في الفترة الأخيرة، خلال مؤتمر صحافي أقيم أمس، لاستعراض تلك الإنجازات، خصوصاً.

وتحدث سلطان عن الالتزام بتطبيق التوجهات الاستراتيجية للقطاع النفطي من خلال أربعة محاور رئيسية، مشيرا الى ان إن الشركة تستهدف الوصول لطاقة إنتاجية قدرها 200 ألف برميل من النفط الخفيف يومياً في أكتوبر.

Ad

وقال إن مجال الاستكشاف والإنتاج هو مجال العمل الأساسي والأهم في الشركة، لاسيما أن صناعة النفط والغاز تسهم بأكثر من 90 في المئة من المدخول والناتج المحلي لدولة الكويت، وبالتالي فإن التطوير الدائم للاستكشاف والإنتاج، أساسي جداً لدولة الكويت وازدهارها وتقدمها.

وفي هذا السياق، أشار إلى ان الشركة حققت طاقة إنتاجية للنفط الخام بلغت 3.151 ملايين برميل من النفط يومياً بنهاية السنة المالية 2017/2018، مؤكدا أن الجهود لاتزال مستمرة ومتوالية للوصول إلى الطاقة الإنتاجية المستهدفة للعام المقبل.

وتابع أن الشركة وصلت إلى أعلى معدل تصدير في يوم واحد (7.3 ملايين برميل نفط) خلال إبريل 2018، محافظة بذلك على جودة وخصائص (نفط التصدير الكويتي) (Kuwait Export Crude - KEC)؛ معتبرا ذلك المعدل قياسياً في تاريخ الشركة مقارنة بالمعدل القياسي السابق (6.8 ملايين برميل نفط) المسجل في فبراير 2015.

زيادة الأبراج

وحول زيادة عدد أبراج حفر وصيانة الآبار، أشار سلطان إلى أن عمليات حفر الآبار ازدادت لمواكبة متطلبات الشركة لرفع الطاقة الإنتاجية، إذ يتطلب ذلك زيادة عدد أبراج حفر وصيانة الآبار، وأيضا ما يسمى بعقود خدمات الحفر المتكاملة، مؤكدا أن تلك الزيادة واكبها تنفيذ مشاريع استراتيجية كتطوير أنواع النفوط الجديدة، وزيادة عمليات الاستكشاف على النفط والغاز.

ولفت الى انه من المتوقع حفر ما يقارب 600 إلى 700 بئر سنوياً، بينما كانت الشركة في الماضي القريب تقوم بحفر 300 إلى 400 بئر سنويا.

وأضاف أن الشركة ستواصل خلال العام المالي الحالي 2018/2019 مواصلة تعزيز الإنتاج من خلال تنفيذ مشاريع تشمل بناء مراكز تجميع للنفط الخام في شمال وغرب وجنوب شرق الكويت، وبناء وحدات لإنتاج النفط الخفيف والغاز الجوراسي، وبناء مرافق لمعالجة وحقن المياه، بالإضافة إلى إنشاء أنابيب لنقل النفط الخام والوقود ومحطات كهربائية فرعية لتزويد الشركة بحاجتها المتزايدة من الطاقة.

النفط الثقيل

وحول مشاريع النفط الثقيل، أفاد بأنه تم الانتهاء من 86 في المئة من عمليات الإنشاء لمشروع منشأة إنتاج النفط الثقيل في حقل جنوب الرتقة، إذ تم استكمال وتجهيز 930 بئراً في الحقل استعداداً لتشغيل هذه المنشأة. كما تم وللمرة الأولى في تاريخ الشركة، البدء بعمليات ضخ البخار المتعاقب في المشروع التجريبي بالجزء الشمالي من الحقل، موضحا أنه من المخطط تصدير النفط الثقيل إلى الأسواق العالمية بداية، ومن ثم إرساله إلى مصفاة الزور عند الانتهاء من إنشائها في سبيل إنتاج الوقود قليل الكبريت المحبذ لتشغيل محطات الكهرباء في دولة الكويت.

مليار قدم مكعبة

وفيما يختص بإنتاج الغاز، قال سلطان إن الشركة واصلت تنفيذ مشاريع تطوير حقول الغاز الجوراسية في شمال الكويت، للوصول إلى طاقة إنتاجية تعادل 500 مليون قدم مكعب يوميا، وذلك بإدخال محطة الإنتاج الجوراسي الثالثة (بشرق حقل الروضتين) في شمال الكويت لإنتاج النفط الخفيف والغاز غير المصاحب (سعة 40 ألف برميل من النفط الخفيف و100 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً)، مشيرا إلى أن الشركة تطمح بعد ذلك لرفع هذه الطاقة الإنتاجية إلى مليار قدم مكعبة من الغاز غير المصاحب، وذلك من خلال إقامة أربع منشآت جديدة أخرى لإنتاج الغاز غير المصاحب.

5 ملايين برميل

وتطرق إلى أنه تم البدء في تصدير النفط الكويتي الخفيف الممتاز لأول مرة بتاريخ الكويت، بالتعاون مع قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية، إذ تم تصدير أول شحنة من النفط الكويتي الخفيف الممتاز في يوليو 2018، موضحا أن الطاقة الإنتاجية من هذا النفط بلغت160 ألف برميل يومياً بطاقة تصديرية له تقارب 120 ألف برميل يومياً؛ لافتا الى الشركة قامت بتصدير نحو 5 ملايين برميل من هذا النوع من النفط الخفيف حتى الان، إذ شكلت هذه الخطوة انطلاقة جديدة تاريخية للصناعة النفطية في دولة الكويت.

وبين ان هذه الخطوة تمثل تعزيز وضع الكويت بين البلدان المصدرة للنفط في العالم ودعم الاقتصاد الكويتي، فضلاً عن الجودة العالية التي يتميز بها هذا النوع من النفط وأفضلية بالسعر في السوق العالمية.

المسح الزلزالي

وأشار إلى استكمال مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد، إذ استكملت شركة نفط الكويت العمليات الميدانية لمشروع المسح الاستكشافي الزلزالي ثلاثي الأبعاد في جون الكويت والمناطق المحيطة به بنجاح، كاشفا ان مساحة المنطقة التي تم مسحها بلغت 2.600 كيلومتر مربع وبدأت من شمال حقل برقان في منطقة جنوب وشرق الكويت، وصولاً إلى حقل بحرة في شمال الكويت. وقد تخللت هذه العملية نحو 200 ألف وحدة سكنية ضمن بعض التحديات التي واجهتها الشركة في هذا المشروع.

وبالنسبة إلى مشروع الحفر البحري، قال إن الشركة بدأت مؤخراً التوجه نحو نشاط الاستكشاف والانتاج البحري، فكانت أول خطوة في هذا السياق تشكيل لجنة التنقيب البحري التي تم تكليفها بمهمة خاصة تتمثل في إجراء كافة الدراسات ووضع الخطط وعقد لقاءات مع المتخصصين والقيام بزيارات ميدانية للاطلاع على أحدث وأبرز التجارب في المجال المذكور، بهدف القيام بهذا العمل بأفضل طريقة ممكنة.

ولفت الى انه يجري حاليا العمل على الانتهاء من عقود مشروع الحفر البحري، ضمن عمليات الاستكشاف البرية والبحرية لدعم طاقة الشركة الإنتاجية في المستقبل.

الصحة والسلامة والأمن والبيئة

وأضاف سلطان أنه رغم تركيز "نفط الكويت" على الاستكشاف والإنتاج والعمليات ذات الصلة، فإن الشركة لم تغفل عن منح الأولوية لمجال الصحة والسلامة والأمن والبيئة، في إطار حرصها على الحد من أي ضرر أو أذى، سواء بالعنصر البشري أو بالمنشآت، مفندا تلك الاهمية وجهود الشركة في هذا الاطار في مواصلة تخفيض نسبة حرق الغاز على مستوى كل عملياتها ومناطقها، وكذلك مواصلة الجهود والمساعي التي قامت بها الشركة لتقليل معدلات الوقت الضائع الناتج عن إصابات العمل (LTIFR)، والذي وصل إلى 0.016 حادث لكل 200.000 ساعة عمل، حتى نهاية السنة المالية 2017/2018، فضلا عن مستشفى الاحمدي، برعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إذ توفر المستشفى الرعاية الصحية للعاملين وعائلاتهم في القطاع النفطي، مشيرا الى ان مجمل المتمتعين بتلك الخدمات يصل إلى 120 ألفاً بسعة سريرية تصل إلى 300 سرير، مع الحرص على أن يتم استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والمعدات والأجهزة الطبية التي تتوافق مع أعلى المعايير والمواصفات العالمية.

وفي مجال التوظيف والتدريب، أكد سعي الشركة جاهدة لرفع المهارات والطاقات لدى العاملين فيها، فضلاً عن توفير بيئة عمل جاذبة لهم وللخريجين الجدد. كما تسعى لاستقطاب الكويتيين في إطار تشجيع العمالة الوطنية، مبينا أن الشركة حققت في هذا السياق عدداً من الإنجازات كان أبرزها تسهيل الشركة إجراءات التعيين لـ 840 موظفاً، من ضمنهم 633 من الكويتيين حديثي التخرج، وبذلك بلغ إجمالي عدد موظفي الشركة حتى نهاية السنة المالية 2017/2018 ما يصل إلى 10984 موظفاً، مع الهيئة الطبية والتمريضية، في حين وصلت نسبة الكويتيين إلى 81.2 في المئة (مع الهيئة الطبية والتمريضية)، و88.5 في المئة من غير الهيئة الطبية والتمريضية، كما تم دعم التكويت في العقود من منطلق خلق فرص عمل للكويتيين في العقود وتشجيع القطاع الخاص على استقطاب العمالة الوطنية للعمل لديه، إذ قامت الشركة بتكويت 3156 وظيفة في العقود، وبذلك وصلت نسبة التكويت في عقود المقاولين إلى نحو 26 في المئة من مجمل العمالة.

دورات تدريبية

أما بالنسبة للدورات التدريبية، فقد قال سلطان إن الشركة نظمت 3749 دورة تدريبية في مختلف التخصصات والمجالات المتعلقة بوظائفها، وذلك داخل وخارج الكويت، حيث تم توفير 32867 فرصة تدريبية للموظفين وفق خطة التدريب الموضوعة، بالإضافة إلى توفير 6602 فرصة تدريبية ضمن وسائل تطويرية أخرى.

وتابع: "كما نظمت الشركة بالتعاون مع مركز التدريب البترولي دورات تدريبية في مختلف التخصصات لعدد 746 عاملاً، ضمن العمالة الكويتية في العقود، بهدف خلق كوكبة متدربة لتشغيل مرافق الشركة المختلفة بكفاءة عالية"، لافتاً إلى ان الشركة تعتمد في عملها على العديد من البرامج التي تسعى من خلالها إلى تطوير العاملين، ومنها مؤخراً برنامج التعلم حسب الطلب (Learning on Demand) مع كلية هارفارد للإدارة، الذي يتشكل من 24 مادة متنوعة في الإدارة، إذ استفاد منه 222 موظفاً، وبرنامج عامل الحفر، بالتعاون مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والذي يندرج ضمن أحد أهداف مجموعة العمالة الكويتية في العقود لتوطين أفضل الممارسات المتبعة في مجال حفر وتشغيل الآبار.

مسؤولية اجتماعية

وأضاف أن الشركة تعتبر رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية المشتركة، إذ تسعى دائما لترك بصمة في المجتمع، ومن مساهماتها في هذا السياق افتتاح معرض أحمد الجابر للنفط والغاز الذي يعد معلما حضاريا يوثق عراقة الصناعة النفطية التي تشتهر بها الكويت، ويصطحب زواره في رحلة غنية بالمعلومات حول عالم النفط والغاز من خلال تجربة تفاعلية ممتازة ترتكز على التعليم الترفيهي والإبداعي؛ كما تم تنفيذ مشروع مدينة الأحمدي النموذجية، التي تتضمن بناء مساكن جديدة للموظفين يبلغ عددها الإجمالي 1960 منزلاً على أربع مراحل، تتبعها البنى التحتية للمدينة الذكية، فضلاً عن إنشاء طريق مزدوج جديد يعرف حالياً باسم طريق شمال الأحمدي، وتحديث العديد من البنى التحتية والمنشآت القائمة.

وعن افتتاح مركز تدريب الإطفاء في برقان، أكد سلطان أنه يعتبر المركز الأول من نوعه في العالم من حيث التكنولوجيا وأنظمة المحاكاة والتحكم المستخدمة فيه، واصفا إياه بأنه مشروع وطني بالدرجة الأولى، كونه سيستقبل رجال الإطفاء من مختلف قطاعات الدولة والشركات النفطية الزميلة، بهدف تدريبهم على كل أنواع الحرائق، وفي جميع الظروف والمواقع المحتملة، لافتا الى ان المركز أقيم في منطقة برقان على مساحة 60 ألف متر مربع، ويشتمل على 10 نماذج لمنشآت تحاكي تلك الموجودة في عمليات الشركة، وتتضمن 75 من السيناريوهات التدريبية المتنوعة.

إنجاز جديد

وحول أنشطة الشركة، قال إن الشركة حققت إنجازاً جديداً في بطولة تحدي رجال الإطفاء المقامة في نيوزلندا خلال إبريل 2018، إذ نالت المركز الثاني من بين 29 جهة مشاركة، وحطمت بذلك الرقم القياسي المسجل في البطولة المذكورة؛ وكذلك تم اختيار نفط الكويت كأفضل شركة استكشاف وإنتاج لعام 2017، لتحقق بذلك إنجازاً عالمياً يضاف إلى قائمة إنجازاتها، إذ فازت بجائزة أفضل شركة استكشاف وإنتاج لعام 2017. واختيرت الشركة للفوز بهذه الجائزة ضمن قائمة الجوائز السنوية التي تقدمها مجلة "انترناشيونال فاينانس" العالمية.

واختتم سلطان تصريحاته قائلا: شهدنا هذا العام العديد من الإنجازات، ونتطلع لاستمرار الشركة بالنمو في قدرتها واستعدادها لمواجهة مستقبل ذي تحديات متزايدة، لكنه في الوقت نفسه يعد مستقبلا مثيراً ومليئاً بالرؤى والنتائج الجديدة.

الحفر البحري

كشف سلطان أن مناقصة خاصة بالحفر البحري طرحت مؤخرا، وذلك في المنطقة الجنوبية، على أن يكون حفرا استكشافيا لنحو 6 آبار، على أن يكون التوقيع النهائي على العقد خلال ديسمبر المقبل، لافتا الى انها المرة الاولى التي يتم فيها الحفر في البحر، الأمر الذي يتطلب التنسيق مع جهات عدة في الكويت.

وأكد أنه تم انجاز الكثير من المشاريع، منها مركز تجميع 29 و30 في شمال الكويت.

الخدمات المتكاملة

قال سلطان إن الشركة قامت لأول مرة بطرح مناقصة تعرف بحفر الخدمات المتكاملة، لتطوير عمليات الحفر، وفي الوقت نفسه لتقليص أبراج الحفر، لافتا الى انه تم طرح العقد مؤخرا على ان يقوم المقاول بكل خدمات الحفر، وتقوم الشركة بتوفير الابراج، على ان يتم تقييم تلك التجربة، والمردود المادي الذي سيعود منها.

وذكر أن الحفر سيكون في غرب الكويت على نحو 29 بئرا، بنظام الاستكشاف، وليس التطوير.