اجتماعات ماراثونية تحدد مستقبل إدلب... والحسم خلال ساعات

• ترقب لثلاثية طهران ورباعية أنقرة واجتماع نيويورك
• روسيا تؤكد الغارات... والفصائل تواصل تفجير الجسور
• إردوغان يتحدث عن عملية بلا رحمة
• واشنطن بالمرصاد لـ «الكيماوي» ولا معلومات عن امتلاك المعارضة له

نشر في 06-09-2018
آخر تحديث 06-09-2018 | 00:05
مدفعية النظام تقصف «داعش» في تلال الصفا بالسويداء أمس (أ ف ب)
مدفعية النظام تقصف «داعش» في تلال الصفا بالسويداء أمس (أ ف ب)
بعد سلسلة اجتماعات عسكرية استضافتها أنقرة، تتجه الأنظار غداً إلى طهران، حيث القمة المرتقبة بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا، التي من المقرر أن تحدد مستقبل محافظة إدلب، بالتزامن مع اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك، لبحث المسألة نفسها، وسط تحذيرات من مجزرة بشعة وحمام دم.
وسط تصاعد وتيرة التحذيرات من مجزرة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، منذ بدء النزاع بسورية في 2011، يلتقي رؤساء تركيا وإيران وروسيا رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين وحسن روحاني، غداً في طهران، في قمة من المفترض أن تحدد فيها الدول الثلاث الراعية لمحادثات أستانة مصير محافظة إدلب، التي وضعها نظيرهم السوري بشار الأسد أولوية لآخر أكبر معاركه.

ورغم التعزيزات العسكرية الضخمة التي ترسلها قوات النظام منذ أكثر من شهر إلى إدلب ومحيطها، لم يهدأ النشاط الدبلوماسي والمباحثات بين الدول الثلاث الراعية لأستانة.

ووفق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، فإن الوضع العسكري في إدلب سيصبح أوضح بعد قمة طهران، مؤكداً أن أي إجراء على الأرض "كما قلنا مرات عديدة، أهدافنا محددة وانتقائية ونحاول الحد من المخاطر المحتملة التي قد يواجهها السكان المسالمون".

وبعد مشاورات مع العديد من المسؤولين الأميركيين أبرزهم الممثل الخاص لسورية جيمس جيفري، كشفت وزارة الدفاع التركية أمس عن استضافتها مباحثات منفصلة مع واشنطن ومع مجموعات العمل الروسية في الفترة من 31 أغسطس الماضي والرابع من سبتمبر الحالي، والنتائج سيتم عرضها في القمة الثلاثية، مؤكدة أن الأعمال المشتركة بشأن الأزمة السورية ستتواصل في المرحلة المقبلة.

وبالتزامن، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة، نيكي هيلي، اجتماعاً لمجلس الأمن صباح غد لبحث الوضع في إدلب، محذّرة قوات الأسد من مغبّة استخدام أسلحة كيماوية، في إشارة واضحة إلى أن واشنطن ستغضّ النظر عن الهجوم، إذا ما اقتصر على الأسلحة التقليدية.

وفي حين أبدى الكرملين اهتمامه بعقد قمة رباعية حول سورية مع تركيا وفرنسا وألمانيا في أسطنبول، أكد الرئيس السوري، خلال استقباله السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك، أن انتهاج سياسات التهديد وفرض العقوبات ودعم الإرهاب هي السمات الأساسية لدور واشنطن في المنطقة، مشدداً على ضرورة تغيير سياستها والانتقال إلى صناعة السلام، عوضاً عن الاستمرار في إشعال الحروب وزعزعة استقرار الدول.

تفجير الجسور

وعلى الأرض، استكملت فصائل إدلب تفجير الجسور الواصلة بين مواقعها ومناطق سيطرة النظام في منطقة سهل الغاب في الريف الغربي لحماة، إذ دمرت جسر التوينة، بالإضافة إلى جسر بيت الرأس للمرة الثانية، وذلك بعد أسبوع من تفجير جسري الشريعة وبيت الرأس، إثر وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لها إلى محيط المنطقة وخاصة إلى معسكر جورين.

وبعد أسابيع من الهدوء، تناوب الطيران الروسي والسوري لليوم الثاني على التوالي قصف آخر معقل للمعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن النظام ركز قصفه، أمس، على منطقة حول جسر الشغور، مؤكداً أن حركة "أحرار الشام" دمرت جسرا على الجانب الغربي من المنطقة.

وأكد الناطق باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف، أمس، استهداف إدلب، أمس الأول، موضحاً أن "أربع طائرات انطلقت من قاعدة حميميم نفذت ضربات باستخدام أسلحة عالية الدقة على أهداف تابعة لجبهة النصرة الإرهابية في المحافظة".

عملية بلا رحمة

وحذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في تصريحات نُشرت أمس، من أن شنّ هجوم على نطاق واسع على إدلب قد يتسبب بـ"مجزرة" وتدفق اللاجئين.

وتحدث إردوغان للصحافيين على متن طائرته، عقب زيارة أجراها إلى قرغيزستان، عن "عملية لا رحمة فيها"، مؤكداً أن "التعاون مع روسيا الآن مهم جداً. لأن الولايات المتحدة ترمي الكرة في ملعبها".

وقال: "بإذن الله، سننجح في منع قيام النظام بأعمال مفرطة هناك، عبر التوصل إلى نتيجة إيجابية في قمة طهران".

شرط الكيماوي

وبعد تصريحات هيلي، التي بدت وكأنها تعطي ضوءاً أخضر لهجوم النظام على إدلب، بشرط ألا يتم خلاله استخدام الأسلحة المحظورة، أصدر البيت الأبيض تحذيراً مماثلاً، وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز: "لنكن واضحين، يبقى موقفنا حازماً بأنه إذا اختار الأسد مجدداً استخدام السلاح الكيماوي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بسرعة وبالطريقة المناسبة".

لاحقاً، أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس أنه لا يملك أي أدلة تدفعه للاعتقاد بأن فصائل المعارضة في إدلب يمكن أن تلجأ لاستخدام أسلحة كيماوية أو امتلاكها أي قدرات لها، رافضاً ادعاءات روسيا عن تسهيل "البنتاغون" أي هجمات لتحملها والنظام مسؤولية شن ضربات جوية.

فك الاشتباك

وعلى جبهة أخرى، أكد نائب قائد القوات الروسية في سورية الفريق سيرغي كورالينكو استكمال نزع الأسلحة الثقيلة في منطقة فك الاشتباك في مرتفعات الجولان ومصادرة كميات كبيرة، مؤكداً أنه "تبقى هناك مستودعات صغيرة، ومهمة الشرطة العسكرية مستمرة، وستواصل تسيير دوريات مشتركة مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة كامل المنطقة".

وأشار كورالينكو إلى أن خبراء الألغام السوريين، الذين تدربوا على أيدي الروس، مستعدون للبدء في العمل بأراضي وطرق المنطقة المحاذية للشريط، بعد أن تم تطهيرها من المسلحين، ما سيضمن سلامة الحركة على طول مسارات الدوريات الأممية.

مناطق الأكراد

إلى ذلك، أكد وزير المصالحة السوري علي حيدر أن مناطق الأكراد لن تلقى معاملة مميزة، قائلاً: "لا نستطيع أن نعطي أي محافظة سورية ما يميزها عن باقي المحافظات، أو أي إثنية (عرق) سورية ما يميزها عن باقي الإثنيات، أو أي حالة سورية، مما يضرب فكرة أن سورية دولة واحدة ومجتمعا واحدا".

وأضاف حيدر، لوكالة "سبوتنيك": "حل الإشكالية الآن للمجموعات الكردية التي تتعامل مع الأميركي هو واحد بإدارة ظهرهم لهذا التعامل والتوجه إلى الدولة السورية".

الأسد يدعو الإدارة الأميركية لتغيير سلوكها ويرفض معاملة الأكراد بخصوصية
back to top