حفلة زار... لا تبرد «طِيرانها»!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
مواجهات دائمة بكل ما هو متاح من أدوات صِدام وتصارع، فذاك ينشر صوره مع مرجع مهم، فيردُّ عليه الآخر بصور مع مرجع آخر وهو "فاشخ" الحنك بضحكة عريضة، ووثائق تُسرب، وشخصيات واجتماعات في فنادق وشقق ومزارع وإسطبلات يحكى عنها، وفضائح عن صور حميمية لشخصية في سهرة خاصة، ونشر وثائق شخصية لإعلامي للتهكم على أسماء عائلته... شيء مقزز ووضع متدنٍ، لا يمكن قبل سنوات أن يصدق أحدٌ أن المجتمع الكويتي الصغير والمتعاضد سيصل إليه.في أميركا، وهي دولة عظمى، وقع حدث ضخم بإدانة محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضايا التلاعب المالي والانتخابي، فانشغل المجتمع الأميركي لعدة أيام على وسائل التواصل الاجتماعي بالقضية، ثم انصرف الناس لأعمالهم، وتركوا للمؤسسات القانونية والدستورية متابعته، وللصحافة والإعلام تحليله ونشر تفاصيله، بعكس ما يحدث عندنا، حيث تظل المواضيع محل تقاذف ونزاع وفجور في الخصومة بلا نهاية.معظم الناشطين في الكويت والمهتمين بالشأن العام، وأنا أحدهم، يطالبون بأن يعدل قانون الجرائم الإلكترونية وتخفف عقوباته، لكن ما يحدث في مجتمعنا من صراعات يغذيها البعض من تطاول على الأعراض والحريات الشخصية ونشر الوثائق الخاصة بالأفراد والأسر يجعلنا خائفين بالفعل مما يحدث، بسبب الوضع الذي أصبح عليه شكل التنافس في الكويت على منصب أو سلطة في جو مسموم تسوده نزعة مجنونة في المجتمع، وخاصة من الكبار، بالاستحواذ على كل شيء وتوريثه، وجعل البلد على صفيح ساخن، بسبب طمعهم، والفجور في خصوماتهم.* "الطار هو الدف بالعامية الكويتية، وجمعه طِيران"