لا يحتاج المشهد الحالي على صعيد التعامل الرسمي مع أي مشكلة إلى الكثير من النباهة لكي نلاحظ أن سرعة التعامل مرتبطة بتداول مقطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن المسؤولين يقولون للناس من غير مقطع لن نتحرك!! مشاكل مطار الكويت ليست جديدة والناس والصحافة الورقية تتفاعل للمطالبة بحلها خصوصا في مواسم السفر المعتادة، ولكن ما النتيجة؟ لا شيء لأن الزمن غير الزمن، في تلك الأيام كان الناس يتذمرون في جزر معزولة، وكل أهل جزيرة يظنون أنهم الوحيدون الذين يعلمون بوجود المشكلة، اليوم يا عزيزي شخص واحد ليس له أي أهمية أو وزن في نظر كبار المسؤولين يستطيع بمقطع سحب الوزير إلى منصة التصريحات كي يدافع عن نفسه بسبب خطأ ارتكبه موظف صغير في مكان لا يذهب إليه الوزراء وكبار المسؤولين.
مشاكل البريد وصلت إلى مرحلة سن اليأس، والناس لم تعد تغامر مع بريدنا العتيد واستبدلته بالشركات الخاصة، بمقطع فيديو واحد لمظاهر الإهمال في بريد الكويت دفع الوزير وليس أي مسؤول أدنى كي يصرح عن تلك الحالة، جاهزية المدارس قبل بداية موسم الدراسة مثل قطعة الثلج التي تذوب بسرعة في طقسنا اللاهب، هذه المرة تضافرت عدة جهود أرغمت وزارة التربية على تأجيل الدراسة يومين والسبب أن التكييف عطلان.السؤال الذي يشغلني، البريد والمطار والمدارس وأشياء أخرى مثل نظافة المطاعم يمكن تصويرها، ولكن كيف يمكن أن أصور الفساد وأنشره على أمل أن يتحرك المسؤولون للقضاء عليه، أعتقد أن هذا المستحيل لو تحقق سأسجن بدلا من الفاعل الحقيقي، والله أعلم.
مقالات
الأغلبية الصامتة: مقطع فيديو واقطع
06-09-2018