مكيفات وزارة التربية!
إذا كان هذا حال الاستعدادات المادية والفنية التي لا تتطلب سوى إصدار أوامر لمجموعة من العمال الفنيين للقيام بواجبهم مع وجود إشراف مستمر على عملهم، فكيف لنا أن نتوقع أو نتأمل مخرجات تعليمية تليق بإمكانياتنا كدولة غنية أو وضع استراتيجيات تربوية تواكب التطور الرقمي في عالم المعلوماتية وإعداد نشء قادر على تحمل مسؤولية المستقبل ونحن عاجزون عن توفير البيئة المدرسة للمعلم والتلميذ؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
بالتأكيد يتحمل السيد الوزير مسؤولية وزارته والعاملين فيها، بدءًاً بأصغر موظف وانتهاءً بوكلاء الوزارة، ولكن السؤال: أين الهيكل التنظيمي في المؤسسة التربوية؟ وأين قطاعات الخدمات الفنية وشركات المقاولات التي أوكلت إليها مهمة الإنجاز والصيانة والتجهيز لاستقبال العام الدراسي؟ وأين اللجنة التحضيرية المكلفة لافتتاح اليوم الأول من الدراسة؟ وأين كانت هذه الأجهزة بجيشها الجرار من الموظفين والإداريين والفنيين والقياديين طوال فترة العطلة الصيفية الطويلة والممتدة لأكثر من ثلاثة أشهر؟هذه التساؤلات، وأمام عجز شبه كلي في إدارة أهم مرافق الدولة الخدماتية التي يخصص لها حوالي خمس ميزانية الدولة السنوية، تؤكد مؤشرات التخلف الإداري وتغلغل الفساد بكل أنواعه وانتشار ثقافة التقاعس والإهمال بشكل عريض دونما أي بصيص أمل في الإصلاح أو حتى اتخاذ خطوات جادة في هذا المسار، والاكتفاء بردود الفعل وانتظار الضجة والانتقاد حتى يبدأ التحرك نحو الترقيع وليس الحل الشامل.وإذا كان هذا حال الاستعدادات المادية والفنية التي لا تتطلب سوى إصدار أوامر لمجموعة من العمال الفنيين للقيام بواجبهم مع وجود إشراف مستمر على عملهم، فكيف لنا أن نتوقع أو نتأمل مخرجات تعليمية تليق بإمكانياتنا كدولة غنية أو وضع استراتيجيات تربوية تواكب التطور الرقمي في عالم المعلوماتية وإعداد نشء قادر على تحمل مسؤولية المستقبل ونحن عاجزون عن توفير البيئة المدرسة للمعلم والتلميذ؟!قد يقول قائل إن صعوبة بيئة التعليم قد لا تكون عائقاً أمام التميز العلمي، وكثير من الأمم والشعوب حققت إنجازات علمية في بيئة مدرسية معدمة، وحتى في الكويت كان العصر الذهبي للتعليم دون تكييف أو تدفئة أو مياه باردة أو مواصلات مدرسية، ولكن يا جماعة الخير صرنا ندفع المليارات من الدنانير على البيئة المدرسية ولكن محصلتها صفر على الشمال!