مستقبل التعليم الجامعي في دولة الكويت (4)
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
تغيير هذا الواقع يتطلب رسم سياسات واضحة تحدد اتجاهات وأهداف البحث العلمي بربطها مع احتياجات المجتمع المحلي والعالمي، وعلى المسافة نفسها التوسع في توفير متطلبات البحث من مختبرات ومساعدين علميين، وكذلك الاستفادة من طلبة الدراسات العليا بفتح المزيد من برامج الدراسات العليا، والاستفادة من وجود هذا الكم من حاملي درجة الأستاذية والأساتذة المشاركين بالجامعة والتطبيقي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية من خلال إيجاد مذكرات تعاون فاعلة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن هناك الكثير من الزملاء لهم إسهامات في هذا المجال من خلال تعاونهم مع أرقى الجامعات للإشراف على طلبة الماجستير والدكتوراه. الحديث عن تطوير واستحداث البرامج التعليمية ذو شجون، فمن زاوية ترى تشبع سوق العمل بالكثير من المخرجات، ومن زاوية أخرى يقابله عزوف الطلبة عن الكثير ممن التخصصات الفنية، مما أدى إلى خلل في التركيبة السكانية، وذلك يعود إلى عدة أسباب، منها غياب التخطيط ومنظومة احتياجات الدولة "الوظيفية" من مخرجات التعليم الجامعي، كما هو حاصل في القطاعات الصحية والنفطية والصناعية وإلى سيطرة مجالس الإدارات على القرارات التنفيذية في مؤسسات التعليم، ولكي أقرب المثال عندما تطرح جامعة الكويت وكليات التطبيقي برامج البكالوريوس تجد الرفض، في حين يفتح المجال في الطرف الآخر للجامعات الخاصة كما حصل في البرامج الهندسية مع وجود شخص الوزير نفسه!ملاحظة بالرغم من سعي الكثير من الأقسام العلمية نحو الحصول على اعتمادات لبرامجها التعليمية فإن هذا الموضوع بدا محل تندر بعد أن بدأت مؤسسات الاعتماد بالتخلي عن الشروط والضوابط التي تعمل بها في بلد المنشأ.محور التعيينات والابتعاث يعاني هو الآخر ما يعانيه في السنوات الأخيرة من التدخلات السياسية التي رمت بظلالها وفتحت الطريق أمام خريجي الجامعات الضعيفة إلى الأقسام العلمية دون مراعاة لأبسط قواعد التعيين أو الابتعاث، وبعض تلك التعيينات جاء دون موافقة اللجان المختصة بالأقسام العلمية والكليات، بل إن بعضها خالف شروط الإعلان، مما ترتب عليه لجوء الكثيرين إلى ساحة القضاء لإنصافهم.ودمتم سالمين.