مع بروز خلافات الدول الأوروبية وإيران ودعوتها للأخيرة بالدخول في مفاوضات أوسع للحفاظ على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن، لوح المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بإمكانية زيادة بلاده لنشاطها النووي ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة إذا انسحبت أطراف أخرى من الاتفاق النووي.

وقال كمالوندي في تصريحات أمس: "إننا اليوم أصبحنا في موقع أكثر تقدما من السابق وأثناء قبول الاتفاق النووي، وإذا ما خرجت الأطراف الأخرى فسنعود إلى فعاليتنا النووية بمستويات أعلى من السابق بكثير".

Ad

في موازاة ذلك، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، حشمت الله فلاحت بيشه: "خلال زيارتنا لمنشآت نطنز وفوردو اطلعنا على تطوير المحطة لإمكانية إنتاج 190 ألف سو، وحدة فصل، من الوقود النووي".

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية أمس: "الأهم أننا قمنا بدراسة انه في حال انهيار الاتفاق النووي ما مدى جاهزيتنا للعودة إلى الإنتاج، وتوصلنا إلى أن قدرتنا باتت أفضل مما كانت عليه وقت إبرام المعاهدة" في 2015.

ويأتي التلويح بزياة التخصيب بعد ان امهلت طهران الدول الأوروبية حتى نوفمبر المقبل لتقديم حزمة ضمانات مصرفية واستثمارية للإبقاء على الاتفاق الدولي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب في مايو الماضي.

وفور توقيع ترامب قرار الانسحاب، أعلن فرض عقوبات اقتصادية على إيران عبر مرحلتين؛ كانت أولاهما في أغسطس الماضي، في حين يبدأ تنفيذ الثانية في نوفمبر المقبل.

في غضون ذلك، حذر المرشد الأعلى علي خامنئي من "حرب إعلامية لتثبيط عزيمة الإيرانيين" تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل، في وقت تواجه بلاده مصاعب اقتصادية وانهيارا في سعر صرف عملتها الوطنية أمام الدولار.

ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله: "هدف الحرب الإعلامية هو إثارة قلق وتشاؤم بين الناس بعضهم تجاه بعض وتجاه السلطات وتضخيم المشاكل الاقتصادية في عقول العامة".

في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس عن ثقته بأن الحزمة الثانية من العقوبات على الجمهورية الإسلامية ستنجح في فرض حظر شامل على صادراتها النفطية.

وقال خلال زيارة لنيودلهي أمس إن الولايات المتحدة تتوقع وقف جميع الدول وارداتها من النفط الخام الإيراني وإلا واجهت عقوبات. وأضاف أن دولا عدة قد تستغرق "قليلا من الوقت لتصفية" مشترياتها من نفط طهران.

وناقش مع المسؤولين في الهند أحد أكبر مستوري النفط الإيراني، إمكانية إحلال بضائع ومنتجات طاقة أميركية محل الإيرانية.

في سياق قريب، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل عازمة على مواجهة أي عدوان إيراني سواء من الأراضي السورية أو من أي مكان آخر.

وقال في تصريحات مساء أمس الأول: "سنتحرك لإحباط النوايا الإيرانية لتزويد وكلائها وقواتها بأسلحة فتاكة ستوجه ضدنا".

وشدد: "العدوان والإرهاب الإيرانيان سواء خرجا من الأراضي السورية أو من أي مكان آخر سيواجهان بقبضة جيش الدفاع الإسرائيلي الفولاذية".

وأضاف: "أولئك الذين يريدون أن يقتلونا باتوا يعرفون مدى إصرارنا وعزيمتنا. لن نساوم على أمن المواطنين الإسرائيليين في دولتنا، ولن نسمح لإيران بالتموضع في سورية".