الكويت تشيد بجهود بعثة الأمم المتحدة لتحقيق العدالة في هايتي
أشادت الكويت بالجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة لتحقيق العدالة في هايتي والمتمثلة في دعم وتوطيد المكاسب التي تحققت طوال السنوات الماضية بالإضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل وذلك من خلال دعم جهود الحكومة الرامية إلى تعزيز سيادة القانون.جاء ذلك في كلمة الكويت في جلسة مجلس الأمن حول هايتي والتي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الخميس.وقال العتيبي «لقد تابعنا خطاب فخامة الرئيس موييز الأخير وذلك على إثر موجة الاحتجاجات وأعمال العنف التي ضربت العديد من المناطق بعد إلغاء كافة الدعوم الحكومية على أسعار الوقود والمحروقات إذ حمل هذا الخطاب في طياته العديد من الاصلاحات والمبادرات السياسية التي أدت بدورها إلى انخفاض منسوب التوتر».
وأضاف أن ذلك يأتي عن طريق قبول استقالة الحكومة الوطنية والدعوة إلى مشاورات وطنية مع كافة الأحزاب السياسية الفاعلة لتشكيل حكومة جديدة معنية بمحاربة كافة أشكال الفساد والنهوض بالاقتصاد الوطني عن طريق اقرار العديد من الاصلاحات التي تتعلق بترشيد الانفاق الحكومي وتعزيز الاستثمار العام دون المساس بالاحتياجات الأساسية للمواطنين.وأشاد العتيبي بجهود نائب الممثل الخاص للأمين العام مامادو ديالو ومساعيه الحميدة بالتعاون مع أعضاء السلك الدبلوماسي لدعم جهود تعزيز سيادة القانون والاستقرار في هايتي مرحباً بتعيين رئيس الوزراء جون هنري.وأعرب عن أمله أن تنال حكومة رئيس الوزراء جون هنري ثقة البرلمان وتتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق الأولويات والاصلاحات المطلوبة في مختلف المجالات. ونظراً لما للجانب الأمني أثر مهم على كافة الأصعدة، رحب العتيبي بالتحسن الملحوظ في انخفاض معدلات الجريمة المسجلة، داعياً السلطات الوطنية الهايتية إلى الاستفادة القصوى من خبرات بعثة الأمم المتحدة لتحقيق العدالة في هذا المجال.ودعا إلى تطوير ورفع كفاءة جهاز الشرطة الوطنية للمحافظة على التقدم المحرز الذي حققته هايتي في مجالي الأمن والاستقرار وزيادة تعزيز مؤسسات سيادة القانون وانهاء الافلات من العقاب ومنع الفساد.وقال العتيبي أن ذلك يأتي تماشياً مع الجدول الزمني الذي حددته استراتيجية خروج بعثة الأمم المتحدة لتحقيق العدالة وفقاً للمعايير الموضوعة لها معرباً عن تطلعه إلى التقييم الاستراتيجي المزمع تقديمه في شهر مارس من العام القادم.وبالنسبة للجانب الإنساني، أوضح العتيبي أن الوضع العام في هايتي رغم التطورات الأخيرة لا يزال هشاً ويتطلب بذل المزيد من التعاون بين كافة مكونات الشعب من الحكومة الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من جهة وبين الأمم المتحدة والدول المانحة من جهة أخرى.وأكد أن هذا التعاون يساهم بأن تتخطى هايتي هذه المرحلة الدقيقة بالغة الأهمية في تاريخها الحديث إذ مازال هناك متسع من الوقت للعمل الجاد وصولاً إلى تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة.وقال العتيبي أن التنمية والاستقرار يتطلب بعضهما اقرار خطط قصيرة الأجل لسد احتياجات الشعب ومتطلباته وبعضهما يتطلب خططاً جريئة وطويلة الأجل قد تكون بدايتها صعبة لكنها ضرورية.ودعا العتيبي إلى الشروع في تسريع تنفيذ الاصلاحات التي تتعلق بالنظام القضائي الوطني في هايتي ومعالجة حالات الاكتظاظ التي تشهدها المؤسسات العقابية وانخراط المواطنين في البرامج التعريفية التي تطلقها بعثة الأمم المتحدة لتحقيق العدالة حول حقوق الإنسان.