يقال بأن رئيس وزراء العراق أيام الملكية نوري السعيد تعود أن يحلق شعره لدى حلاق واحد لم يغيره، وكان للحلاق طفل يساعده في التنظيف ومسك المنشفة للزبائن، واعتاد نوري السعيد كلما انتهى من الحلاقة أن يعطيه مبلغاً من المال تشجيعاً له، وبعد فترة من الزمن أتى نوري كالعادة ليحلق شعره، وكعادته أراد أن يعطي هذا الطفل المقسوم، فقال والده الحلاق: أبشرك سيدي، الولد أنهى دراسته فبارك له. فأخرج له السعيد مبلغاً من المال هدية لنجاحه، فتجرأ الحلاق وطلب من نوري السعيد أن يساعده في قبول ابنه بالكلية الحربية، إلا أن نوري رفض ذلك، وقال للحلاق: أساعده إلا في هذه. فكيف يمكنني أن أساعد شخصاً تعود العمل كخادم ويقبل الهدايا لأن يكون قائداً لفريق واجبه حماية الوطن؟! وهو هنا لم يرفض الولد لأن والده حلاق، بل لأنه اعتاد على العطايا والهدايا والبقشيش من زبائن والده، ومن شب على شيء شاب عليه.العبرة من هذه القصة أن شرف الخدمة يجب أن يكون بعيدا عن المحسوبيات والواسطات، ولا يكون لهما دخل في تعيين الأفراد في المناصب المهمة حتى لا تنهار الدولة، ولا تتفشى في مؤسساتها المهمة الرشوة والفساد، وحتى نبني وطناً فيجب أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب دون تدخل الواسطة لمجرد أن هذا ولدنا.
يعني بالعربي المشرمح:لا يمكن أن نضع مفسداً أو مرتشياً أو منافقاً فاسداً لنكلفه بخدمة وطنه ونسلمه منصباً قيادياً ونطالبه بأن يحافظ على شرف المهنة والأمانة، فالخدمة التي يتقاضى المواطن مقابلها راتباً لها شرف وأمانة، ومن لا يصونها ويحميها لا يستحق البقاء فيها.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: شرف الخدمة!
08-09-2018