وسط ضبابية حول إمكان إبرام اتفاق للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة وإسرائيل بوساطة مصرية وأممية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، فرض طوق أمني على الضفة الغربية والقطاع، على خلفية الاحتفالات برأس السنة العبرية "روش هاشانا"، اعتبارا من مساء غد إلى مساء الثلاثاء المقبل.وأفادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيسمح خلال أيام الطوق الأمني بعبور الحالات الإنسانية والطبية، بناء على موافقة منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، بدءا من مساء اليوم وحتى مساء الثلاثاء المقبل.
وبعد 79 عاماً، قدم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، اعتذاره لليهود، على خلفية رفض بلاده استقبال لاجئين فارين من النازيين، موضحا أن "907 لاجئين من اليهود جاءوا على متن سفينة إلى كندا عام 1939 هربا من النظام النازي في ألمانيا، إلا أنه تم رفض استقبالهم، فلقي 254 منهم مصرعهم". ووصف ترودو رفض استقبالهم بـ "الفشل الأخلاقي التام لسياسات ذلك الزمان". وأردف: "بالطبع الاعتذار لن يعيد الضحايا، لكننا عازمون على فعل ما بوسعنا لتصحيح الخطأ".يشار إلى أن نحو نصف ركاب السفينة استقبلتهم بريطانيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا، في حين أعيدت البقية إلى ألمانيا، حيث لقي 254 منهم مصرعهم في معسكرات الاعتقال.
فساد نتنياهو
في هذه الأثناء، تحوم شبهات جنائية جديدة حول زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية، سارة نتنياهو، تتعلق بالاحتيال في القضية المعروفة بـ "4000" أو "قضية بيزك - واللا".وكانت سارة قد اتهمت، في الماضي، بارتكاب مخالفة مشابهة في إطار قضية "منازل رئيس الحكومة"، التي جرى في إطارها تنفيذ أعمال في بيوت نتنياهو الخاصة، وتمويلها من ميزانية مكتب رئيس الحكومة، وكأنها أعمال صيانة في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الحكومة. وكشفت صحيفة "هآرتس"، أمس، أن الشبهات الجديدة تتعلق بتشغيل المستشار الإعلامي لعائلة نتنياهو، نير حيفتس، الذي وقع في وقت سابق مع النيابة العامة على اتفاقية أصبح بموجبها شاهد ملك ضد رئيس الحكومة.وتدور الشبهات الجديدة، في أعقاب اتساع التحقيقات بالقضية، حول أن سارة نتنياهو حاولت إنشاء مشهد كاذب، تدعي من خلاله كأنها أنفقت من مالها الخاص لتمويل خدمات قدمها حيفتس. وقالت "هآرتس" إنه في حال أثبت المحققون هذه الشبهات، فإنها ستورطها بارتكاب مخالفة احتيال أخرى، وهذه المرة ستكون بحق مراقب الدولة. أي تقديم معلومات كاذبة لمكتب المراقب في إطار تحقيقه في القضية.مسيرات العودة
إلى ذلك، توافد أمس آلاف الفلسطينيين إلى خيام العودة المقامة على بُعد مئات الأمتار من السياج الحدودي مع إسرائيل على أطراف شرق قطاع غزة للمشاركة في احتجاجات "مسيرات العودة" التي تسعى إلى كسر حصار غزة المستمر منذ منتصف عام 2007.وأطلقت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار اسم "عائدون رغم أنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب" على فعاليات أمس، احتجاجا على إجراءاته بوقف دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).وشنت طائرة حربية إسرائيلية، أمس، غارة جوية باتجاه منطقة بيت حانون شمالي غزة، في محاولة لاستهداف شبان يعتقد أنهم يطلقون طائرات ورقية وبالونات حارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.وأصيبت طفلتان فلسطينيتان، (4 و5 سنوات)، بجروح إثر الغارة جوية. من جهة أخرى، اقتحمت عناصر من مجموعة "إم ترتسو" الفاشية، أمس، قرية الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، لاستفزاز الفلسطينيين المعتصمين هناك استعدادا للتصدي لقرار سلطات الاحتلال بهدم القرية، بحجة أنها مقامة دون ترخيص إسرائيلي.ويأتي هذا في وقت رجح مراقبون إرجاء إبرام تهدئة بين تل أبيب وحركة "حماس" المسيطرة على غزة، بعد رصد تصريحات رسمية صادرة عن قيادات الحركة وأخرى صحافية تشير إلى أن التهدئة تسير إلى طريق مسدود.وتبدل الموقف المصري أخيرا، وصار يعطي الأولوية للمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بدلا من التهدئة، بعد زيارة وفد المخابرات المصرية لرام الله، وسماعه تهديدات من الرئيس الفلسطيني بفرض عقوبات على قطاع غزة وإنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل بشكل كامل، وهو على ما يبدو ما دفع رئيس "حماس" في القطاع، يحيى السنوار، الثلاثاء الماضي، للقول إنه "غير راضٍ" عن أداء الوسطاء في ملف التهدئة، لكنه دعا إلى "إعطائهم فرصة".واتهم المنسق الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في تصريحات سابقة، أطرافاً لم يسمّها، بعرقلة جهود التهدئة ومحاولة إشعال الأوضاع بين "حماس" وإسرائيل، ودفعها إلى مواجهة عسكرية شاملة. وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، أمس الأول، أن عباس أوقف مساعدات إلى غزة بقيمة 10 ملايين دولار، هي مساعدات قطرية لشراء سولار للمشافي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، تم التوافق عليها بين الوفدين القطري والأممي، علما بأن كمية السولار في القطاع ستنفذ نهاية سبتمبر الجاري.