حركة الاغتيالات بين المسلمين - باسم الإسلام - قديمة قدم المسلمين الأوائل، وليس اغتيال خليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الثاني أو الثالث أو الرابع هو أول الاغتيالات، إنما سبقته اغتيالات أخرى كاغتيال الصحابي سعد بن عبادة، الذي أُشيع أن الجن هي التي قتلته، وقالت شعراً في قتله، لكن د. طه حسين يرى أن اغتيال سعد بن عبادة هو أول اغتيال سياسي في الإسلام.• والحديث عن اغتيالات المسلمين بأيدي إسلامية يأخذ بنا إلى تسطير مجلدات من كثرة إسالة الدماء في الخلافة الأموية، والخلافة العباسية، ثم الخلافة العثمانية وغيرها من الدول الإسلامية التي تنشأ هنا وهناك.
***• في العصر الحديث بدأت حركة الاغتيالات من الإخوان المسلمين يوم اغتالوا القاضي الخازن دار، وأعقبوه برئيس الوزراء النقراشي، واستمر مسلسل إسالة الدماء على أيديهم حتى هذه الساعة تحت مسميات أخرى تفرعت من جماعة الإخوان المسلمين، كالجماعة الإسلامية التي قام شخصان منها بإطلاق الرصاص على د. فرج فودة في 8 يونيو عام 1992، فمات المفكر المصري، لأنه كتب:"إن تطبيق الشريعة الإسلامية لابد أن يقود إلى دولة دينية، والدولة الدينية لابد أن تقود إلى حكم بالحق الإلهي الذي لا يعرفه الإسلام، أو قل عرفه في عهد الرسول الكريم، والحكم بالحق الإلهي لا يمكن أن يُقام إلا من خلال دين، إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة".ومن وجهة نظر د. فودة إن الخلافة التي استمرت بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في عهد الدولة الراشدة، ثم الدولتين الأموية والعباسية هي ليست خلافة إسلامية، وإنما هي خلافة عربية قريشية، وهي لا تحمل من الإسلام سوى اسمه فقط، وإنها كانت عبئاً على الإسلام، بل إنها شوهت الدين الصحيح.• وبالتالي فإن فودة يرى أن وقائع التاريخ الإسلامي تنهض دليلاً دامغاً على ضرورة الفصل بين الدين والسياسة، وإن هذا الفصل هو السبيل الوحيد لمصلحة الدين والسياسة معاً.***• وقد عقدت المحكمة 34 جلسة استمعت خلالها إلى عشرات الشهود في مقتل فرج فودة، لكن أغرب شهادة كانت للشيخ محمد الغزالي الذي قال: "إن فرج فودة كان يحارب الإسلام، حيث جاء في كتابه – الحقيقة الضائعة – رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية، ووضع نفسه ضدها داعية ومدافعاً ضد الحكم بما أنزل الله... ومثل هذا المرتد بإجماع المسلمين لا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكيم بارتداده، فهو زنديق مرتد".• قتلى الحركات السياسية باسم الإسلام قائمتها طويلة قد نعود إليها مستقبلاً.
أخر كلام
لماذا اغتيل فرج فودة؟!
08-09-2018