أشار الدكتور عاطف عطية رئيس اللجنة الثقافية في المجلس الثقافي للبنان الشمالي (منظم الفعاليات) إلى «أننا نستعيد في سهرتنا هذه نضال الطلاب في الجامعة الأميركية عام 1974 وما كانوا يقومون به تحضيراً لتظاهرة أو اعتصام أو احتجاج، بأعين فنانين شابين، رائد ورانية الرافعي، وهي التحركات التي كانت تهز العاصمة وتظهر ما يمكن أن تفعله الحركة الطالبية في الشارع، وقد فعلته، من تغيير على صعيد العلاقة بين الطالب والجامعة، وبين الطالب والإدارة الجامعية، وبين الطالب والدولة، وبين الطالب والأستاذ».

كلام عطية جاء بمناسبة افتتاح فعاليات «أيام طرابلس الثقافية» بفيلم «74 استعادة لنضال» من إخراج رائد ورانيا الرافعي.

Ad

أضاف: «ما أصاب جامعتنا الوطنية من تطور وتوسع على الصعيدين الأكاديمي والجغرافي ما كان ليتمّ لولا نضالات اتحاد الطلاب في الجامعة اللبنانية في الإضراب والتظاهر والاعتصام، بالدعم والمساعدة من أساتذتها بالإضافة إلى ما قدمه هؤلاء من خلال رابطتهم ونضالاتها في الزمن الجميل الذي وصل تعداد المتظاهرين فيه إلى عدة آلاف».

جوائز ونجاحات

توقف رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد في كلمته عند الجوائز التي نالها «74 استعادة لنضال» من بينها: جائزة أفضل فيلم في مهرجان أولار في البرازيل، وأفضل فيلم طويل في مهرجان تطوان في المغرب، فضلاً عن أنه عُرض في مدن عربية وأوروبية وأميركية وآسيوية.

بعد ذلك عُرض الفيلم ومدته 90 دقيقة، وأعقبه حوار مع المخرج رائد الرافعي تمحور حول الموضوع والإخراج والتمثيل. وأشار الرافعي إلى أن «الممثلين جميعهم من الهواة وقد برعوا في تجسيد أدوارهم وحفظ الحوار وأدائه بتلقائية».

أضاف: «استخدمنا أحد الأبنية القديمة والمهجورة في كسروان كبديل عن مباني الجامعة الأميركية في بيروت حيث جرت وقائع الفيلم».

«السينما الصيفية»

افتتح فيلم «الوردة البيضاء» (1933) العروض في «السينما الصيفية» في الوسط التجاري في طرابلس، وقد اختير نظراً إلى دوره في تطوير الأفلام العربية الغنائية، وهو من بطولة موسيقار الجيل محمد عبد الوهاب، بحسب مسؤول الإعلام في المجلس الثقافي المخرج المسرحي جان رطل الذي أكد في كلمة له في المناسبة أهمية عودة «السينما الصيفية» في طرابلس إلى العمل مع إمكان تطوير هذه المبادرة لتصبح في المواسم المقبلة مرة في الأسبوع أو أكثر.

حول تاريخ إنشاء مقهى ومطعم وسينما التل العليا في الوسط التجاري في طرابلس أوضح صفوح منجد: «كان ذلك في الربع الأخير من القرن التاسع عشر حين أوفد السلطان العثماني عبد الحميد والياً جديداً هو مدحت باشا على ولاية سورية، وكانت طرابلس تابعة للولاية المذكورة فرغب بالإقامة في طرابلس من وقت إلى آخر، بعدما أعجب بمناخها وبأهلها ووقف على مشاكلهم وبينها ما يتسببه تل الرمل من ضيق وانزعاج للسكان كلما هبت الريح وحملت معها الغبار إلى المنازل والبيوت. فعمد مدحت باشا إلى إقامة سور حول جبل الرمل وأمر بغرس الأشجار فيه، لا سيما الكروم التي لا يزال بعضها قائماً إلى اليوم في المقهى الذي أقيم على سطح التل».