قدمت فرقة المسرح العربي آخر عروض مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، بدورته الثالثة، أمس الأول، على خشبة مسرح الدسمة، من خلال عرض "صالح يعود"، من تأليف د. نادية القناعي، وإخراج عيسى الحمر.وقدمت د. القناعي محاولة نصية جميلة لهذا العمل المسرحي، تبشر بمستقبل زاهر على مستوى الكتابة المسرحية، وخاصة أنها تملك البذرة الطيبة التي نترقب قطاف ثمارها بعد نضج واكتساب الخبرة. وفي هـــذا النص، تطـرح د. القناعي فكرة جدية، حول مواطن بسيط ينتظر دوره كي يجلس على الكرسي، من خلال شخصية "صالح"، الذي يحاول أن يجلس على مقعد في الحديقة العامة، لكنه لا يستطيع، فكل محاولاته باءت بالفشل، ولا يأتي دوره. أما اللصوص، فقد استأثروا بالكرسي، وهو إسقاط سياسي على المواطن الذي هُضم حقه.أظهر العرض إمكانات تمثيلية وقفشات كوميدية رائعة للفنان الشاب خالد الثويني، الذي كشف عن مقدرته على أداء بعض الأغنيات مباشرة، والأداء التمثيلي الجميل للفنانين الشباب محمد صفر وأمير مطر وكفاح الرجيب.
سينوغرافيا المذن
وعلى صعيد السينوغرافيا، التي قدمها الفنان فهد المذن، فهو كعادته أخرج مشهدية بصرية رائعة مدروسة بحرفية، أجاد توظيفها المخرج عيسى الحمر في العرض المسرحي.وفي جانب المؤثرات الصوتية، فقد وفق الحمر في الاعتماد على عزف الفرقة الحي الجميل للغاية، وأضاف رونقا رائعا للعرض المسرحي، وأسهم في صنع الحدث الدرامي مع الآلات الوترية؛ العود والكمان والغيتار، والاستعانة بالآلات الإيقاعية في بعض الأحيان.يبقى القول إن "صالح يعود"، تجربة شبابية خالصة لمخرج جديد، تحمل فرجة جميلة تستحق التحية، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى المزيد من العمل الدؤوب، حتى تصل إلى مرحلة أكثر نضجا.فريق العمل
"صالح يعود"، تأليف نادية القناعي، وإخراج عيسى الحمر، وتمثيل: محمد صفر، أمير مطر، كفاح الرجيب، خالد الثويني، صادق عبدالرضا، ومخرج مساعد أمير مطر، ومساعدة مخرج رنا الوارث، سينوغرافيا فهد المذن، موسيقى عبدالله الخالدي وبدر الثويني ويعقوب الفيلكاوي، وماكياج وإكسسوار رنا الوارث، ومدير إدارة الإنتاج ياسر العماري، ومساعد إنتاج مسلم بلام، إشراف لغوي خالد المفيدي، إنتاج فرقة المسرح العربي.