تَخفِّي صغار الشعوبية برداء العلمانية
كل إنسان منصف متجرد يطّلع على تاريخ البعثة النبوية يعجب من الانقلاب العظيم الذي أصاب العرب، فنقلهم من حال إلى حال، فمن بعد أن كانوا أمة تابعة ممزقة مهلهلة غارقة في الأمية لا تقرأ ولا تكتب ولا يلقى لها بال، تحولوا إلى أمة متبوعة تقود العالم وانتظموا في عقد مهيب من العقائد والشرائع التي رسمت لهم جوانب الحياة من أدناها إلى أعلاها.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
انقرض مسمى "الشعوبيين"، ولم يختفِ أصحابه ممن ورثوا الضغينة ضد العرب والكره للدين، فتستروا في عصرنا هذا بالأسماء الملائمة لهم كالعلمانية، لكنهم حملوا نفس الأفكار الشعوبية البغيضة، وشغلوا أنفسهم بإثارة الشبهات ضد الإسلام، واستمرأوا الانتقاص من المسلمين، ووجهوا سهام النقد إلى الأمة العربية والإسلامية، لا رغبةً في إصلاحها أو استنهاضها، وإنما تنفيساً عما ورثوه من عداء للعرب والمسلمين، تكشفهم كتاباتهم المتناقضة وتفضحهم آراؤهم التافهة، وستنقضي أعمارهم بسوء وهم. عبثاً بصغرهم يسعون إلى مواجهة عظمة الإسلام، وها نحن اليوم بعد ١٤٤٠ عاماً نستذكر تاريخ أطهر الهجرات في تاريخ البشرية، الهجرة النبوية المشرفة، لنقول لأولئك الشعوبيين المتسترين ومن شابههم "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ"، وكما قالت العرب: يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَهأَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَهافلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُوالله الموفق...