بينما يحاول نظام الرئيس السوري بشار الأسد حسم الحرب الأهلية التي شهدتها سورية منذ عام 2011 لمصلحته، واكتساب نوع من الشرعية الدولية، انطلقت، أمس في لاهاي، المرافعات الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري عام 2005، والتي أعادت اتهام دمشق وحليفها حزب الله بالمسؤولية عن هذا الاغتيال، الذي تسبب في خضة استراتيجية بالمنطقة لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. وبحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، المكلف تشكيل حكومة جديدة، استهلت الجلسة بمرافعة الاتهام قبل أن يتحدث ممثلو الضحايا ثم الدفاع، وأعلن الادعاء أن القيادي في حزب الله مصطفى بدرالدين، الذي قُتل في ظروف غامضة بسورية حيث كان يشغل منصب قائد قوات الحزب فيها وهو قريب الأمين العام للحزب حسن نصرالله، هو العقل المدبر لعملية الاغتيال.
وأكد الادعاء أن «الأدلة التي تدين المتهمين بقتل رفيق الحريري دامغة»، معتبراً أن «النظام السوري في صلب مؤامرة الاغتيال». وفي ختام القسم الأول من الجلسة الصباحية، غادر الحريري مبنى المحكمة، وقال إن «الرئيس رفيق وجميع شهداء 14 آذار سقطوا من أجل حماية لبنان، لا خرابه، ومن هذا المنطق طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن أنهما تحميان لبنان، ولم نلجأ إلى الثأر».وبسؤاله عن شعوره حينما سمع عن علاقة حزب الله بهذه الجريمة، مناصرين وقياديين، مثلما قال الادعاء، وعما إذا كانت اليد ستُمد إلى الحزب، أجاب: «عندما يكون أحد في الموقع الذي أنا فيه اليوم يجب عليه أن يضع مشاعره جانباً»، لافتاً إلى أن «لبنان شهد الكثير من الاغتيالات من دون أن تظهر الحقيقة، وندعو الله أن يكون معنا، ويدفع من ارتكب هذه الجريمة الثمن عاجلاً أم آجلاً».
أخبار الأولى
بدء نهاية محاكمة قتلة رفيق الحريري يضغط على دمشق و«حزب الله»
12-09-2018