أين أخطأت الولايات المتحدة في مسألة كوريا الشمالية؟
قد يكون العمل العسكري ضد كوريا ضرورياً في مرحلة ما، غير أن العواقب الكارثية المهولة التي قد تلي الضربة الأميركية الأولى تبرز أهمية ألا نسلك هذا المسار إلا في الظروف الأكثر سوءاً حين تتعرض الولايات المتحدة لخطر فعلي جلي.
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
لكن التحدي الأكبر الذي تصطدم به هذه العلاقة يبقى على الأرجح التوتر الذي ينشأ من جهود المصالحة الأميركية- الكورية الشمالية. استثمر الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي إن" الكثير من رأسماله السياسي في إصلاح العلاقات مع خصم أمته الشمالي، علماً أن هذا التوجّه يتلاءم مع ميوله السياسية الخاصة ورغباته القديمة في علاقات شمالية- جنوبية أكثر عمقاً، لكن حماسته للتوصل إلى صفقة واستعداده للميل باتجاه بيونغ يانغ يؤديان على ما يبدو إلى تفاقم التوتر مع الولايات المتحدة، فيما يدفعان الكوريتين إلى علاقات ألصق. دعا مون إلى روابط اقتصادية وسياسية أقرب بين الجانبين، إلا أن هذا يفوق ما تبدو واشنطن مستعدة لقبوله، كذلك يتخطى سعيه إلى إنهاء الحرب الكورية رسمياً ما يريده المسؤولون الأميركيون، وأخيراً، يخطط مون لقمم مستقبلية مع كيم، في حين يرفض ترامب حتى خوض المزيد من المحادثات. لطالما أساء المسؤولون الأميركيون تقدير قوة رابط الهوية العرقية الذي ما زال يعبر خط عرض 38 درجة شمالاً، وقد تعيد معارضة ترامب خطوات مون إشعال تلك النيران القومية، مقوضةً بالتالي النفوذ الأميركي. لا شك في أن وحدة الشمال والجنوب ما زالت تواجه عقبات كبيرة، كذلك يجب ألا نستخف بالروابط بين الشعبين الأميركي والكوري الجنوبي. رغم ذلك، يبدو أن إدارة ترامب تخفق في إدراك أن قطار السلام، عندما يغادر المحطة، تصعب السيطرة عليه، ومن المؤكد أن الدبلوماسية أفضل من الجمود، وخصوصاً عندما يحافظ هذا الأخير على وضع قائم خطير، ولكن إذا لم تُنفَّذ هذه الدبلوماسية بدراسة واستعداد كافيين، فقد تقود إلى ما هو أسوأ بكثير من الجمود، هذا هو الخطر الذي نواجهه اليوم في كوريا. وعلى غرار الطبيب الذي يتعهد وفق قسم أبقراط بـ"ألا يسبب الأذى أولاً"، يلزم أن يتذكر ترامب أن جهوده لشفاء المريض يجب ألا تقتله، ولكن من المؤسف أن حماسة ترامب لاختبار أمر جديد قادت الولايات المتحدة في مسار قد يجعلها في حالة أكثر ضعفاً مما كانت عليه قبل بدء العلاج.*ميتش ليرنر