وين العلة؟
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لو قدمنا كل هذه المعطيات إلى أي عاقل فإنه لن يصل إلا إلى إستنتاج واحد بأن هذا المجتمع متمسك بالتعاليم الإسلامية الواضحة، فلا فساد ولا سرقات ولا «رشاوى» ولا جرائم ولا عنصرية ولا تفرقة ولا أفكار خارجة عن حدود الشريعة إلا بالحد الأدنى الذي لا يذكر.إلا أن هذا الاستنتاج لا يعكس الواقع في الكويت، فالجرائم في ازدياد، والممنوعات كذلك، والعنصرية والتفرقة والسرقات والعصبية العائلية أو القبلية أو الطائفية، في حين أننا نجد بعض الدول غير الملتزمة بأي دين وغير الراعية لأي دين، والمنفتحة على كل الأفكار، تعيش في استقرار أكبر وفساد أقل وأخلاقيات إنسانية أفضل وسجون شاغرة تستدعي في بعض الدول استيراد المساجين من الخارج لتشغيل مباني السجون الخاوية!ما أقوله واقع وليس نظرية أو فرضية بدليل هروب كثير من المسلمين من بلدانهم الإسلامية للعيش في البلدان العلمانية، وبدليل ازدهار تلك البلدان ونموها وتقدمها، لأنها باختصار طبقت عكس ما هو متبع في الكويت حرفياً، فمن يريد الالتزام بالصلاة فليلتزم بالصلاة، ومن لا يريد الإيمان بالله بل يهاجم من يعتقد بوجود الله فليهاجم لا بأس، مادام الكل يعيش تحت مظلة قانونية كفيلة بالتعايش والتعبير والاعتقاد والبحث والتفكير.لا يهم من سيذهب إلى الجنة أو النار، المهم كلٌّ على طريقته وأسلوبه واعتقاده، المهم العدالة والمساواة والقانون، لقد أثبت النموذج المطبق بالكويت، والذي يعتنقه الكثيرون، فشله في تحقيق الغاية المأمولة، بل لم يكن عائد هذا النموذج الفشل فحسب، بل التراجع أكثر فأكثر وتحقيق أرقام قياسية في الفشل لن تصلحها زيادة القيود والمنع أبداً.