تترقب الدوائر السياسية عودة رئيس الجمهورية اللبنانبة ميشال عون، بعدما عاد الرئيس المكلف سعد الحريري، فجر أمس، لاستكمال المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة. وقالت مصادر سياسية متابعة إنه "لا جديد على خط عملية التشكيل، لا بل اتّخذت المسألة منحى دستوري مع ما بات يُعرف بحرب الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة".
ولفتت المصادر إلى أن "العلاقة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي أصبحت مقطوعة بالكامل، بعد الحملات المتبادلة على خلفية حرب إقالات الموظفين من جانب وزراء الفريقين"، مشيرة إلى أن "الخلاف بين الحزبين زاد من تعقيد عملية التشكيل".إلى ذلك، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، خلال لقاء "الاربعاء النيابي" أمس، إن "الأمور بالنسبة الى الحكومة ما زالت على حالها، ولا مبرر على الإطلاق للتأجيل أو التأخير"، مضيفا: "لا نستطيع أن نعيش حالة الترف في تأليف الحكومة، نظراً الى الأوضاع التي بات يعرفها الجميع، خصوصاً بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي". وأشار بري الى انه "كان بادر للمساعدة في الدفع باتجاه ولادة الحكومة، وما زال مستعدا لبذل المزيد من الجهد في هذا الإطار". وأوضح النواب ان بري أبلغهم بأنه "بذل جهودا كبيرة لحل العقدة المسيحية، الا انه فشل، وهو مستعد للتدخل مجددا، لكن بعد تذليلها"، كاشفين أنه "سيوجه دعوة لجلسة تشريعية الاسبوع المقبل". وفي موضوع المطار، نقل النواب عنه أنه لا يستغرب أن "يكون بعض ما حصل مفتعلا، وما يحصل من معالجات في المطار هو من المهدئات، والمعالجة الحقيقية هي تعيين الهيئة الناظمة وتطبيق القوانين".في موازاة ذلك، استأنف الرئيس الحريري العائد من لاهاي نشاطه في بيت الوسط، امس، حيث ترأس اجتماعا لكتلة "المستقبل". وأبلغ الرئيس الحريري السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين، خلال استقباله أمس، تعيين لبنان لأعضاء اللجنة المشتركة الروسية - اللبنانية لمتابعة المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين. وقال السفير الروسي بعد اللقاء: "بحثنا في القضايا العالمية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأكدت للرئيس الحريري تأييد روسيا لجهوده المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بالتعاون مع الرئيس عون. كما ناقشنا موضوع التعاون في مجال عودة النازحين، وأبلغني بتعيين لبنان لأعضاء اللجنة المشتركة الروسية -اللبنانية عن الجانب اللبناني، وعلى هذا الاساس سنواصل العمل المشترك".في السياق، استكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لليوم الثاني على التوالي، أمس، جلسات المرافعة الأخيرة في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فعرض الادعاء أدلة إسناد 3 هواتف الى المتهم أسد صبرا، مشيرا الى انها استعملت في الجوار القريب من مسكنه، وأن مواصفات الاتصالات كانت متداخلة بين أعضاء اسرة صبرا وزوجته، مما يؤكد ان الاستخدام كان مشتركا لهذه الهواتف، كما تطرق الى موضوع إفادات الشهود، مستغربا عدم ادراجها كبينات. ثم التأمت جلسة "سريّة" بعد الظهر، بناء على طلب الادعاء الذي قدّم أدلّة سريّة.
بيع الفلافل «أشرف» من القضاء
أثار حديث رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود صدمة كبيرة على الساحة السياسية والقضائيّة والشعبيّة، بعد قوله في حديث تلفزيوني الى قناة "المنار" مساء أمس الأول: "لو عندي دكانة فلافل ما بقعد دقيقة بالقضاء، بروح بيع فلافل بضل أشرف... لكن إمكاناتي المادية لا تسمح لي روح لغير محل... مع ذلك رح يضل عندي أمل، أنا محكوم بالأمل، وما فيي عيش بلاه". جرأة القاضي عبود أتت في ختام كلامه عن منظومة الفساد في الدولة والمؤسسات العامة وأكثرية الموظفين العموميين، معتبراً أنه "بينما هناك آلاف الشباب العاطلين عن العمل، نجد أن ثلثي الدولة معطوب، ثلث بيقبض وثلث ما بيشتغل والثلث الباقي وهم قلة أوادم، مما يؤدي إلى انهيار وتدني مستوى الخدمات، فيما أجهزة الرقابة شبه غائبة وتعمل بشكل كلاسيكي على قوانين من أيام العثمانيين".