أعاد كتاب «حرية» الذي يتضمن نصوصاً لكاتبات عربيات تُرجمت إلى العبرية الجدل حول قضية التطبيع الأدبي مع إسرائيل إلى الواجهة.قدمت الكاتبات المصريات وهن: سعاد سليمان، وانتصار أحمد، وشاهيناز فواز، وسندس الحسيني، ودعاء عبد الرحمن، وانتصار عبد المنعم، شكوى في هذا الشأن إلى «اتحاد الكتاب المصري» برئاسة علاء عبد الهادي، و«الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» برئاسة الكاتب الإماراتي الكبير حبيب الصايغ.من جانبها، أعلنت الكاتبة والقاصة المصرية انتصار أحمد أنها تقدمت بشكوى إلى اتحاد كتاب مصر، أوردت فيها واقعة النشر، فيما قالت الكاتبة سندس جمال الحسني: «قصتي «غيبوبة» المنشورة في كتاب «ترعبهم أنفسهم» نُشرت في الكتاب الاسرائيلي باللغة العبرية».أما الكاتبة شاهيناز فواز فقالت: «قصتي المنشورة بعنوان «قهوة» من مجموعتي القصصية «أنا الذي لا أعرفه». أزعجني الخبر جداً، وتقدمت ببلاغ رسمي وتفويض لاتحاد كتاب مصر ليتولى الأمر». أضافت: «رفعنا الأمر إلى اتحاد الكتّاب العرب واتحاد كتاب فلسطين».وأعلنت الروائية دعاء عبد الرحمن رفضها التام سرقة دار «رايسلنغ» الصهيونية قصتها «ظل النافذة» وترجمتها إلى العبرية وتضمينها ضمن كتاب يحتوي على مجموعة قصصية لكاتبات عربيات بغير وجه حق ونشره من دون إذن منها بذلك. وأضافت عبد الرحمن: «رغم أننا اعتدنا تصرفات الكيان الصهيوني من اغتصاب لأراضينا وحقوقنا وهو ما ليس بالغريب عليه، فإننا سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد دار النشر ومترجمها، فهذا ما تبقى لنا وهذا ما نستطيعه».
سطو فاضح
أعلن الصايغ في بيان عن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» ترجمة دار نشر تابعة لإسرائيل تدعى «رسلينغ» مختارات من قصص لـ45 كاتبة من مختلف الدول العربية دون علمهن أو الحصول على إذن منهن، ونشرها في كتاب بعنوان «حرية»، بواسطة مترجم يدعى آلون فراغمان، يشغل منصب منسّق دراسات اللغة العربية في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة «بن غوريون»، مؤكداً أن ذلك يُعد سطواً فاضحاً على حقوق الغير. وقال الصايغ إن القرصنة الإسرائيلية ليست جديدة علينا، فمن يغتصب وطن الفلسطينيين، ومقدساتهم، وتراثهم الفكري والأدبي، وينسب إلى نفسه زوراً إنجازات الحضارات القديمة في منطقتنا العربية، لن يتوانى في السطو على الملكية الفكرية للكاتبات العربيات، وينقلها إلى لغته من دون إذن، في ظل مقاطعة شاملة يقوم بها الأدباء والشعراء والمثقفون والمفكرون العرب لكل ما هو صهيوني، فضلاً عن المقاطعة الشاملة للشعوب العربية له في المجالات كافة.وأشار الأمين العام لـ«الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» إلى أن هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام، إذ يتحرك الاتحاد العام من خلال قنواته الشرعية لوقف هذه القرصنة الصهيونية، ومحاسبة كل من قام بها وشارك فيها، في عالم مفتوح الآن وتضبطه قوانين دولية تجرم المقرصنين، وتفرض عليهم عقوبات قاسية.وجدَّد حبيب الصايغ، من خلال بيان الاتحاد العام، تأكيد رفض أشكال التطبيع مع إسرائيل، مشيداً بموقف الكاتبات العربيات اللائي رفضن هذه القرصنة، وتحركن لدى اتحادات الكتاب في بلدانهن لاتخاذ الخطوات القانونية لوقفها وردعها، باعتبار ذلك موقفاً وطنياً دالاً على عمق القضية الفلسطينية وعدالتها في نفوس الأدباء والكتاب العرب.من جهته، أكَّد رئيس اتحاد كتاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي، أن الاتحاد في صدد دراسة الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على حقوق المبدعين المصريين ضدّ هذه الانتهاكات، فضلاً عن موقف الاتحاد والمثقفين المصريين المبدئي في مكافحة التطبيع مع الكيان الصهيوني وهيئاته بصوره وأشكاله كافة.غضب الكاتبات
أكدت الروائية المصرية سعاد سليمان رفضها القاطع التواصل مع أية جهة أو مؤسسة ثقافية مرتبطة بالكيان الصهيوني، مشددة على مخالفة هذه الواقعة حقوق الملكية الفكرية والنشر المتعارف عليها عالمياً.وأشارت سليمان إلى أن دار النشر الإسرائيلية ارتكبت جريمة السطو على إبداع كاتبات مصريات، عبر نشر ستة نصوص من أعمالهن تُرجمت إلى العبرية، من دون علمن أو موافقتهن.وأوضحت أن القصة الخاصة بها في الكتاب الصادر بالعبرية عن دار النشر الإسرائيلية هي قصة « تشابه» الحاصلة على جائزة متحف الكلمة الإسبانية، وهي منشورة باللغة العربية في مواقع إلكترونية وصحف عدة، ومترجمة إلى الإسبانية والإنكليزية.وأكدت: «لم أعط موافقتي على الترجمة إلى العبرية، ولم أعلم بالأمر إلا من خلال الصديقة انتصار عبد المنعم، والكاتبة الفلسطينية خلود خميس».صورة من البلاغ الرسمي
بلاغ رسمي
أكدت الكاتبة انتصار عبد المنعم أن البلاغ الرسمي ضد دار النشر الإسرائيلية تسلّمه «اتحاد كتّاب مصر»، ومما جاء فيه: «نشر د. آلون فراغمان كتاباً بعنوان «حُرِّيَّة» عن دار النشر الإسرائيلية Resling. تضمن الكتاب ترجمة عدد من أعمالنا القصصية وذلك من دون علمنا ومن دون إذن منا سواء بالترجمة أو النشر في إسرائيل. وكون هذا منافياً لحقوق الملكية الفكرية، ومخالفة صريحة لثوابت أمتنا العربية، فإننا نفوض الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، بتكليف السيد محامي الاتحاد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كذلك مخاطبة رئيس اتحاد الكتاب العرب، ورئيس اتحاد كتاب فلسطين، وتصعيد الموقف إلى أعلى المستويات، فكيف نظن أن من لا يعترف بحقنا الفكري أن يعترف بحق أي عربي في الوجود على أرضه».