نزوح من إدلب... ومحادثات سورية - أردنية لفتح «نصيب»
• لافروف يعرض التعاون مع «المجموعة المصغرة»
• كيري: الأسد احتفظ بجزء من «الكيماوي»
استبقت الأمم المتحدة الهجوم المحتمل على محافظة إدلب وحددت نحو 235 موقعاً يخضع لحمايتها في المحافظة وحذرت روسيا وتركيا والولايات المتحدة من استهدافها، في وقت نبه الجيش التركي إلى خطورة أي تحرك على أمن المنطقة بالكامل.
مع تحذير الجيش التركي من أن الهجوم المرتقب لقوات الرئيس السوري بشار الأسد سيؤدي إلى وقوع كارثة في المنطقة، أرسلت الأمم المتحدة إحداثيات نحو 235 موقعاً في إدلب بينها مدارس ومستشفيات، لروسيا وتركيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مؤكدة أن فرقها للشؤون الإنسانية تعمل على مدار الساعة لتخزين المساعدات لنحو 900 ألف مدني قد يفرون من المحافظة المكتظة بالسكان.وأحصى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بانوس مومسيس أمس، نزوح أكثر من 38 ألفاً و500 شخص منذ بداية شهر سبتمبر الجاري بسبب المخاوف من تصعيد جديد للعمليات القتالية في إدلب التي تتعرض لقصف النظام وحليفته روسيا.وبحسب مكتب الشؤون الإنسانية، فإن معظم النازحين قدموا من إدلب واتجه معظمهم إلى الشمال حيث مخيمات للنازحين على طول الحدود مع تركيا.
كارثة بالمنطقة
بدوره، حذر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار من أن أي هجوم على إدلب، سيؤدي إلى وقوع كارثة في المنطقة، مشيراً إلى العمل مع روسيا وإيران وحلفاء آخرين على تحقيق الاستقرار في المحافظة ومنع وقوع مأساة إنسانية.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدخول رتل عسكري تركي جديد يضم دبابات ومعدات عسكرية وإمدادات لوجستية صباح أمس إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، موضحاً أن انقسم إلى قسمين، أحدهما توجه نحو النقطة التركية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، والآخر نحو نقطة الصرمان بريف مدينة معرة النعمان.إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاستعداد لبحث سبل التفاهم والتعاون في سورية بين محور أستانة ممثلاً في روسيا وتركيا وإيران والمجموعة الدولية المصغرة، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والأردن، على أساس القانون الدولي والقرارات السابقة التي تؤكد ضرورة احترام وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.وشدد لافروف على أهمية التعاون الدولي لمساعدة السوريين في الانتقال من مرحلة القضاء على الإرهاب إلى مرحلة السلام والتسوية السياسية، ما يتطلب إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة واستعادة النشاط الاقتصادي، وعودة ملايين اللاجئين والنازحين.الأسلحة الكيماوية
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري أن السلطات السورية لم تتلف جميع أسلحتها الكيماوية بعد 2013، ولا تزال تحتفظ بـ"شيء ما" منها، موضحاً أن إعلان إدارة الرئيس باراك أوباما عن إتلاف ترسانة دمشق بأكملها، كان المقصود به ما تمكنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية من رصده.قال كيري، لقناة "فوكس نيوز"، "كنا على دراية بأن الأسد احتفظ بشيء ما، وحاولنا رفع المسألة إلى مجلس الأمن، لكن لسوء الحظ بدأت روسيا لعبتها ولم ينجح مسعانا"، مؤكداً دعمه للرئيس دونالد ترامب في عزمه استخدام القوة في سورية رغم أنه أشار إلى أن سياسته هناك تنقصها "المبادرة الدبلوماسية".معبر نصيب
من جهة ثانية، أجرت السلطات الأردنية مع نظيرتها السورية أول محادثات فنية لفتح معبر نصيب الحدودي الرئيسي المغلق منذ 2015، بحسب مصدر رسمي أردني أمس.وتأمل سورية إعادة فتح طريق نصيب، ذي الأهمية البالغة في تحقيق ما ترجوه من إنعاش لاقتصادها المنهار وإعادة البناء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. كما يأمل الأردن أن يعيد فتح المعبر مليارات الدولارات، التي تدرها التجارة بين أسواق أوروبا والخليج عبر حدود سورية.إعمار سورية
في السياق، تجمعت داخل معرض دمشق الدولي، شركات من أكثر من 15 دولة تحت سقف واحد، بينما استقر تلك الوافدة من روسيا وإيران، أبرز حلفاء الحكومة، في مبنى مستقل، طامحة باستثمارات ضخمة في مرحلة إعادة الإعمار.ويرفرف العلمان الروسي والإيراني أمام المبنى رقم واحد الخاص بهما في مدينة المعارض في ضاحية دمشق الجنوبية. وتسوّق شركات إيرانية لسيارات وسجاد يدوي ومواد بناء، بينما تعرض شركات روسية منتجاتها في مجال البناء والصناعة والنقل والتكنولوجيا في المعرض السنوي، الذي يأتي هذه السنة بعد تمكن دمشق من استعادة السيطرة على مساحات واسعة خسرتها خلال سنوات النزاع الدامي المستمر منذ 2011.وخلال سنوات النزاع، استثمرت شركات روسية في مجالات النفط والغاز واستخراج المعادن في سورية. كما فازت بعقود بناء مطاحن الدقيق ومحطات ضخ المياه. وخلال افتتاح المعرض الجمعة، وقعت وزارة الصناعة السورية مذكرة تفاهم مع نظيرتها الروسية للتعاون خلال السنوات المقبلة.
الشركات الروسية والإيرانية تريد «حصة الأسد» في إعمار سورية