وسط التوتر المتصاعد بين واشنطن وإيران على الأرض العراقية، يعتزم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح فرض عقوبات على جماعات مسلحة في العراق لها علاقة بـ"الحرس الثوري" الإيراني.وقال مساعد عضو في مجلس الشيوخ الأميركي، إن "أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون طرح تشريع للتصدي لما يرونه تزايداً للنفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق على يد جماعات يعتبرها المسؤولون الأميركيون وكلاء لإيران".
ويفرض مشروع القانون عقوبات تتعلق بالإرهاب على الجماعات التي تسيطر عليها إيران ويلزم وزير الخارجية الأميركي بنشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعماً من الحرس الإيراني.ومن بين رعاة القانون أعضاء مجلس الشيوخ ديفيد بيرديو وتيد كروز وماركو روبيو، وتم تقديم مشروع قانون مشابه في مجلس النواب يدعمه النائب الجمهوري تيد بو.وحذرت الولايات المتحدة إيران من أنها سترد بـ"شكل سريع وحاسم" على أي هجمات يشنها حلفاء طهران تؤدي إلى إصابة أميركيين أو إلحاق أضرار بمنشآت أميركية، وذلك بعد محاولة لاستهداف السفارة والقنصلية الأميركية بالتزامن مع إحراق قنصلية إيران في مدينة البصرة على يد محتجين.
كردستان ترفض
إلى ذلك، ردت حكومة إقليم كردستان العراق، على طهران بشأن مطالبتها بتسليم المعارضين الإيرانيين الأكراد، داعية إلى حل ملائم للمشكلة.وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم ذاتي الحكم، سفين دزي، إنه "لا يمكن تسليم أي فرد من الأحزاب المعارضة في كردستان إلى السلطات الإيرانية".وأضاف أن "هؤلاء موجودون على أراضي الإقليم بأسره منذ ثمانينيات القرن المنصرم وعهد النظام البائد وفق اتفاقات"، مشيراً إلى أن "جزءاً كبيراً منهم لاجئون في العراق".لكنه شدد على ضرورة حل المسألة عبر الحوار مع إيران التي توعدت في وقت سابق بشن هجمات صاروخية واستهداف أي نشاط معارض لها على الأراض العراقية رغم تنديد بغداد وأربيل وواشنطن بهجوم شنته طهران السبت الماضي واسفر عن مصرع 15 عنصرا من حزب كردي معارض بينهم قياديون.تباهٍ إيراني
في غضون ذلك، اعتبر القائد العام للحرس الإيراني اللواء محمد علي جعفري، أن امتلاك بلاده فائضاً من الصواريخ عالية الدقة وبمدى يصل إلى 2000 كم، عزز قدراتها على "مواجهة الاستكبار العالمي".وأكد أن "الحرس الثوري وعبر العمل الاستخباري والقيادي واستخدام الصواريخ الدقيقة وتقنيات الطيران، استطاع أن يثأر لقتلى مخفر مريوان وبقية القتلى الذين سقطوا في كردستان".لملمة كردية
في السياق، ووسط الدمار، الذي لحق بقواعدهم الخلفية في العراق، يستخدم أحد متمردي الأكراد الإيرانيين طلاء أحمر لتلوين ثقوب شظايا قصف صاروخي إيراني استهدف مقرهم في شمال العراق.وتبدو آثار القصف جلية على واجهة مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني في منطقة كويسنجق الجبلية التي تبعد نحو 100 كيلومتر شرق مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.وتتنقل مقاتلات بين أكوام حجارة كانت قبل أيام جدرانا تأوي اجتماعاً لقيادات الحزب الإيراني المعارض، قبل أن تستهدفه سبعة صواريخ أطلقتها "القوة الجيوفضائية" التابعة للحرس الإيراني.ويلملم عناصر الحزب اليوم ما تبقى من وثائق اضطروا لتركها خلال القصف. ويتنقلون بصعوبة بين غرف تحولت إلى هياكل جراء الحديد الملوي الذي عرّي من الحجارة.ويقول سكرتير الحزب الإيراني مصطفى مولودي الذي أصيب بجروح طفيفة جراء القصف الأخير إن "جميع الضحايا تركوا فراغاً كبيراً وهم خسارة كبيرة لنا لأنهم كانوا أصحاب تجربة وخبرة في العمل السياسي".ويؤكد أن "هناك تحشيداً عسكرياً إيرانياً في المناطق الحدودية المتاخمة للعراق".اعتقالات بالجملة
في الأثناء، أكد ناشطون أكراد أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال ما يزيد على مئتي ناشط كردي خلال ليل الأربعاء ـ الخميس بسبب تحريضهم أصحاب المتاجر في مدن سنندج، وبانه ومريوان وكامياران وكرمانشاه وبوكان ومهاباد والمدن الكردية الأخرى في محافظات كردستان وآذربايجان الغربية على الإضراب احتجاجاً على إعدام 3 ناشطين وقصف اجتماع المعارضين الأكراد في العراق.وحسب ما أفاد به الناشطون الأكراد فإن السلطات الأمنية وضعت علامات على المحلات، التي أقفلت أبوابها في أسواق هذه المدن ثم منعت أصحابها من فتح أبوابها وطالبتهم بمراجعة الشرطة وتوضيح سبب الإغلاق لأخذ إذن لاستئناف العمل مجدداً.وأكدت المصادر أن السلطات اعتقلت 90 من أصحاب المحال، الذين حاولوا فتح أبواب محلاتهم بالقوة وبدون أخذ إذن. وكانت معظم محلات المناطق الكردية استجابت لدعوات الاضراب أمس الأول.منع وخلاف
وفي قرار جديد أعلنت مديرية محافظة كردستان إيران منع العراقيين الذين يعبرون الحدود الايرانية ـ العراقية من شراء السلع في منطقة مريوان الحرة بسبب شح البضائع في المحافظة، حيث إن ما يزيد على 1500 عراقي كانوا يعبرون الحدود لشراء السلع الأساسية بسبب فرق سعر البضائع بعد انهيار سعر صرف التومان الإيراني.وأكدت مصادر في وزارة الداخلية الايرانية أن هناك خلافاً بين مديري المحافظات على موضوع السماح للعراقيين والأفغان والباكستانيين والأذريين والتركمان بالعبور من الحدود وشراء البضائع من إيران.وأوضح المصدر أن المعارضة تنصب حالياً على تجنب وقف السماح لمواطني دول الجوار بالدخول إلى المناطق الحرقة دون تأشيرة لتجنب إحداث تأثير سلبي قبيل ذكرى استشهاد الإمام الحسين التي تشهد نشاطاً مكثفاً لانتقال الزوار بين الجمهورية الإسلامية والعراق.وقررت طهران أمس الأول توفير الدولار للراغبين في حضور مراسم عاشوراء والأربعين الحسيني بما يعادل نصف سعر الدولار في الأسواق الموازية لتشجيع الإيرانيين على السفر إلى كربلاء.