بدلاً من أن يحسم الاتحاد الكويتي لكرة القدم قضية نقاط لقاء القادسية والنصر، بالتصديق على قرار لجنة المسابقات، أو معاقبة هذه اللجنة بالإقالة، في حال كانت خاطئة في قرارها، زاد الطين بلة، بالتصويت على قرار اللجنة، لتنتهي النتيجة لمصلحة النصر، ويبشر بأزمات تطل برأسها في قادم الأيام.وتعود قصة النقاط الثلاث إلى مباراة جمعت القادسية والنصر في الجولة الثانية من منافسات دوري فيفا لكرة القدم، إذ انتهت المباراة بفوز الأصفر بثلاثية نظيفة، إلا أن العنابي تقدم باحتجاج، على خليفة وجود لاعب الأصفر رضا هاني في المباراة، رغم عدم تسجيله في قائمة الفريق "الاسكور شيت"، لتقوم لجنة المسابقات بدورها بحسمه، وقلب النتيجة بثلاثة أهداف من دون رد لمصلحة النصر.
وأدخل الاتحاد عنوة في هذه الأزمة، بعد تلميحات بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لنادي القادسية بضرورة ارسال احتجاج الى الاتحاد، لنقض قرار المسابقات، وهو ما قام به النادي بعد مرور 9 ايام على الأزمة. وعقب هذا الاحتجاج، خرج رئيس الاتحاد الشيخ أحمد اليوسف بتصريح، ذكر فيه أن للقادسية الحق في الوصول بدرجات التقاضي الى أبعد مدى، سواء عبر لجنة الانضباط أو الاستئناف، أو ما هو أبعد، وهو ما ينسحب على النصر، في حال قلب نتيجة المباراة، مؤكداً أن القرار لن يخضع للتصويت في مجلس الإدارة.ولا يستند ما قاله رئيس الاتحاد إلى اللوائح المعمول بها، وهو ما فطن إليه القادسية، ليخرج ببيان يهاجم فيه هذا التصريح.ولم تتوقف أخطاء اتحاد الكرة عند التلميح والتصريح، بل كانت الأزمة الأكبر في اجتماع استمر لأكثر من 5 ساعات، تمخض هذا الاجتماع المطول عن التصويت على قرار لجنة المسابقات، إذ تعادلت الكفتان، بواقع 6 أصوات ضد قرار المسابقات هم "فهد المطيري، وفهد الهملان، وأحمد عجب، وسالم سعدون، وعبدالحميد الكندري، وجابر الزنكي" ومثلهم يؤيد القرار وهم "أحمد اليوسف، وأحمد عقلة، ومعن الرشيد، وصبيح أبل، وفاطمة حيات، وخالد الشمري"، في حين امتنع ممثل النصر علي الديحاني عن التصويت، بما أن صوت الرئيس يملك ترجيح الكفة في حال تساوي الأصوات، فتم حسم النقاط لمصلحة النصر.أيضا لم تتوقف أخطاء اتحاد القدم عند هذا الحد، بل امتدت الى تشكيك الأعضاء فيما بينهم، حول تسريب ما يدور في الاجتماع، لدرجة أن أحد الأعضاء أبدى تذمرا من هذا الأمر، ليتم الاتفاق على وضع أجهزة المحمول على طاولة الاجتماع، وبيان من يقوم بالتسريب، الأمر الذي أثار غضب هذا العضو، وجعله يتخذ موقفاً على الفور، بمغادرة الاجتماع!وحسب مقربين من الاجتماع، فإن ما حصل في اتحاد الكرة كان بمثابة مؤامرة من بعض الأعضاء، بقصد عرقلة عمل الاتحاد؛ لوضعه في أزمة لن تنتهي في القريب العاجل، ناهيك عن البحث عن التكسب الاعلامي والجماهيري.
قرار ظالم
وفي رد فعل له، وصف أمين سر نادي القادسية حسن أبوالحسن ما قام به اتحاد الكرة بالقرار الظالم، مؤكدا ان ناديه كان على يقين بهذا التوجه، وأن اتحاد الكرة لن يتبع القوانين واللوائح.وقال أبوالحسن: "اتحاد الكرة صنع كرة ثلج سوف تكبر خلال الأيام المقبلة، والقادسية لن يسكت عن حقه".وكانت جماهير القادسية شنت هجوما لاذعا على من قام بالتصويت مع نادي النصر، خلال اجتماع الكرة، من خلال تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.إنصاف المسابقات
بدوره، قال أمين السر المساعد في نادي النصر خالد الشريدة إن اتحاد الكرة أنصف لجنة المسابقات، باعتماد القرار لمصلحة ناديه، معترفا أن قرار التصويت لم يكن منطقيا.وأضاف الشريدة أن النصر استفاد من خطأ القادسية، واتبع القنوات الشرعية في الاحتجاج المقدم، مشيرا إلى ان الضجة الحالية سببها أن القادسية هو أحد اطراف الأزمة.وعن موقف ممثل النصر علي الديحاني، وامتناعه عن التصويت، أكد (لم يخفِ استغرابه واستنكاره للموقف) أنه لم يتواصل مع الديحاني، لانتهاء الاجتماع في وقت متأخر، نافياً ان يكون نادي النصر قد اتخذ قرارا ضد الديحاني.وكشف الشريدة أن إدارة النصر ستجتمع خلال اليومين المقبلين، لمناقشة ما جرى بصورة عامة، والوقوف على موقف الديحاني، واتخاذ ما يلزم.استقالة الزنكي
عقب اجتماع الاتحاد، أمس الأول، أعلن عضو مجلس الإدارة جابر الزنكي استقالته، في إشارة واضحة إلى عدم رضاه عن القرار النهائي، والذي صب في مصلحة نادي النصر، إلى جانب امتعاضه -كما تردد- من التسريبات التي كشفت ما يدور في اجتماع مجلس الإدارة.وكان الزنكي، الذي كان يترأس لجنة الحكام في الاتحاد، أعلن منذ أيام إعادة تشكيل لجنة الحكام، وهو ما لم ينجزه حتى قرار الاستقالة.وعلمت "الجريدة" أن الزنكي كان يعتزم الابتعاد عن منصبه في اتحاد الكرة، لرغبته في الترشح بانتخابات نادي الشباب المقبلة.