استغناء
الاستقلالية قوة، والاستغناء يرفع من شأنك ويحفظ ماء وجهك. عزز من اكتفائك الذاتي وستزداد قيمتك في نظرك ومن منظور الآخرين. في الحقيقة أنت لست بحاجة إلى الآخرين بالقدر الذي تتصوره، فيمكنك تعلم المهارات التي تحتاجها وإشباع معظم احتياجاتك بنفسك. نعم، الإنسان كائن اجتماعي بحاجة إلى الانتماء والمشاركة، لكن ذلك لا يعني الإثقال على الآخرين واستخدامهم كعكاز، لعدم قدرتك على تحمل مسؤوليتك ووزنك كاملاً بنفسك. اعتمد على ذاتك قدر المستطاع، وليكن طلبك للمساعدة فقط عند الضرورة. وازن أخذك بالعطاء السخي، وبذلك تستمر دورة الحياة.حقق أهدافك بنفسك، ولا تنتظر أن يحققها الآخرون لك. لا تبحث عن التشجيع، فذلك التقدير الذي ترغب فيه آتٍ لا محالة، إن استمررت في الإنجاز، فما هو سوى النتيجة الطبيعية لتحقيقك لتلك الأحلام، املك زمام أمورك، فالقوة الحقيقية تكمن في التحكم بانفعالاتك مهما استفزك الآخرون، واتخاذ الخطوات الحكيمة والمناسبة بكل موضوعية في كل حالة وسياق مختلف.لا تخشَ الوحدة، فهي معقل الإبداع، واستغل وقت الخلوة في شحذ ذهنك وصقل مهاراتك كي تخرج إلى العالم مجدداً بالإنتاج والإبداع المتميز. تذكر أن غيابك بالإضافة إلى أنه يشحن طاقتك فهو يذكر الآخرين بقيمتك، فهم سيفتقدون وجودك الجميل.
لا تخف من تعلم مهارات جديدة، فهي تزيد من اكتفائك وحريتك. أن يحتاجك الآخرون خيرٌ من أن تكون أنت بحاجة دائمة إليهم. وقد أصبح تعلم المهارات المفيدة والمختلفة أسهل من أي وقت مضى في زمن أصبح الإنترنت في متناول الجميع، استخدم الشبكة العنكبوتية للتعلم والحصول على المعرفة، فذلك أفضل بكثير من العبث بالهاتف الذكي لساعات متواصلة كل يوم بلا هدف محدد.اعتمد على نفسك ولا تعتمد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، فتثقل عليهم وتسبب الحرج لك ولهم. تعاونك مع الآخرين أمرٌ محمود ففيه فائدة ومردود للطرفين، مادام للطرفين مطلق الحرية والاختيار في التوقف أو الاستمرار.تذكر أنك تملك إمكانية تشكيل حياتك كما تريد، وأدواتك هي الوعي والمعرفة واتخاذ الخطوات العملية –مهما كانت بسيطة- نحو تحقيق مبتغاك. حرر نفسك من الحاجة إلى الآخرين وستكون أكثر سعادة بلا شك.«استغنِ عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره»... الإمام علي بن أبي طالب.