يحكى أن رجلاً كان يسير في الشارع ويصرخ "الفاسدين خربوها"، فتم اعتقاله وأثناء التحقيق معه، سئل: من هم الفاسدون؟ فقال: اللي خربوها، فقال له المحقق: ومن هم اللي خربوها؟ فقال: "الفاسدين". حتى غضب منه المحقق، فأحاله إلى القضاء، الذي سأله أيضاً: من هم الفاسدون؟ فأجاب: اللي خربوها، فقال القاضي: ومن هم اللي خربوها؟ فقال: "الفاسدين". وكرر عليه السؤال ذاته، ولكن هذا الرجل كان جوابه نفس الجواب، مما جعل القاضي يستشيط غضباً، فأمر بحبسه قائلاً: حكمنا على المتهم بالحبس عامين مع الشغل والنفاذ، بتهمة الإساءة إلى الحكومة والبرلمان والتيارات السياسية.هذه القصة قد تكون من خيال قائلها أو كاتبها، ولكنها تحاكي واقعنا وتلامس همومنا وكأن مؤلفها يعيش معنا، فحالة التخلف والفساد التي نعيشها يتحمل مسؤوليتها الحكومة والبرلمان والسياسيون الذين يملكون السلطة والقرار، وبيدهم الحل بالقضاء على الفساد، فمهما كتب المواطن وصرخ فلا يملك الحل الذي بات بيد السلطة، وعليها أن تستيقظ قبل خراب مالطة.
يعني بالعربي المشرمح:الخراب والفساد بلا سلطة لا يمكن أن يظهرا أو ينتشرا، الأمر الذي يدفعنا كمواطنين ونحن نرى الفساد وقد نخر أساسات وقواعد الوطن ودمر أخلاق البشر، إلى أن نصرخ بصوتٍ عال: "خربوها الفاسدين والفاسدين"، خربوها، فهل تنتفض الحكومة والبرلمان وساستنا قبل الدمار؟!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: «الفاسدين خربوها»!
15-09-2018