«المارينز» يناور جنوب سورية... وموسكو ستواصل قصف إدلب
• إردوغان يلتقي بوتين... ولودريان يحذر من جرائم حرب
• ديميستورا يتسلم رؤية المجموعة المصغرة للحل
في خضم التوتر شمالي سورية، أجرت قوات «المارينز» تدريبات عسكرية مع فصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية، في حين يعتزم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة قد تكون أخيرة لوقف الهجوم المحتمل على محافظة إدلب.
وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا وحشد للقطع البحرية في البحر الأبيض المتوسط، كشف قائد جماعة "مغاوير الثورة" العقيد مهند الطلاع عن إجراء مشاة البحرية الأميركية "المارينز" تدريبات عسكرية نادرة مع فصائل المعارضة في جنوب سورية، مؤكداً أنها رسالة قوية إلى روسيا وإيران مفادها بأنهم يعتزمون البقاء ومواجهة أي تهديدات لوجودهم.وأوضح قائد المجموعة، التي تدعمها وزارة الدفاع "البنتاغون"، أن التدريبات استمرت ثمانية أيام وانتهت هذا الأسبوع في قاعدة التنف الأميركية قرب المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، مبيناً أنها كانت الأولى من نوعها بذخيرة حية وشملت أيضاً هجوماً جوياً وبرياً وتمت بمشاركة المئات من جنود "المارينز" ومقاتلي المعارضة.وقال الطلاع، لوكالة "رويترز" أمس الأول، "المناورات بيننا وبين قوات التحالف لها أهمية كبيرة. عززت الدفاع عن المنطقة ورفعت القدرة القتالية والروح المعنوية لمقاتلينا ورفعت الروح المعنوية حتى للمدنيين الموجودين في المنطقة"، مضيفاً: "نحن باقون رغم أنوف الروس والإيرانيين".
وإذ أشار الطلاع إلى أن "الموقف الأميركي تغير تماماً تجاه الإيرانيين وأصبحت هناك جدية أكبر في العمل على إنهاء وجودهم في سورية"، أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل شون ريان، أن التدريبات كانت استعراضاً للقوة و"البنتاغون" أبلغ موسكو بذلك عبر قنوات التواصل المخصصة "لتجنب المواجهات" لمنع "سوء الفهم أو تصعيد التوتر"، لافتاً إلى أنها "أجريت لتعزيز قدراتنا ولضمان أننا مستعدون للرد على أي تهديد لقواتنا في نطاق منطقة عملياتنا".
قصف متواصل
على الجهة المقابلة، شدد عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن موسكو ستواصل قصف أهداف عسكرية في محافظة إدلب إذا كانت هناك حاجة لذلك ولكنها ستنشئ ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار.وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي في برلين، ان القوات الجوية الروسية ستدمر ما وصفه بمنشآت صنع أسلحة الإرهابيين في إدلب بمجرد أن ترصد مكانها، ولكنها ستشجع أيضاً اتفاقات المصالحة المحلية.وعلى الفور، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من ارتكاب "جرائم حرب" في سورية، خصوصاً من استخدام السلاح الكيماوي، مشدداً على أن "أي تجاوز لهذا الخط الأحمر ستكون له التداعيات نفسها التي شهدناها في شهر أبريل"، في إشارة إلى الضربات الأميركية والبريطانية والفرنسية.وفي إطار مساعيه لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب، قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين مرة جديدة يوم الاثنين في سوتشي لبحث الوضع في سورية.وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، بمؤتمر صحافي مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريش، "نحن مستعدون للتعاون مع الجميع حول مسألة مكافحة التنظيمات المتطرفة بإدلب، لكن قتل مدنيين ونساء وأطفال بدون تمييز بذريعة مكافحة منظمة إرهابية، ليس أمراً إنسانياً". وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا تبذل جهوداً حثيثة على مستويات مختلفة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار على إدلب، وأنها تناقش هذه المسألة مع جهات أخرى، محذراً من أن وحدات حماية الشعب الكردية قد تساعد الحكومة السورية في الهجوم على آخر مناطق المعارضة.وأكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التحضير لعقد اللقاء في سوتشي يوم الاثنين المقبل، مشيراً إلى بوتين بحث الوضع في إدلب مع أعضاء مجلس الأمن الروسي وعبر عن قلقه من أنشطة المتشددين فيها.«إعلان مبادئ»
سياسياً، تلقى المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا أمس من "المجموعة المصغرة"، خلال اجتماع في جنيف أمس، "إعلان مبادئ" حددت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن، رؤيتها للحل السياسي في سورية.ونشرت وسائل إعلام روسية وأميركية وعربية رؤية المجموعة، موضحة أنها انقسمت إلى عدة اتجاهات تشمل شكل الحكومة المستقبلية والعملية السياسية وطبيعة الانتخابات الدستورية وآلية سيرها، مبينة أنها ركزت بشكل أساسي على قطع النظام العلاقات مع النظام الإيراني وميليشياته، وتعديل صلاحيات الرئيس لتحقيق توازن أكبر في القوى وضمان استقلالية المؤسسات الحكومية المركزية والمناطقية.وبحسب البنود المطروحة، فإنه يجب أن يتمتع رئيس الحكومة بصلاحيات أكبر مع فصل واضح للسلطات بينه وبين الرئيس، وتعيين الوزراء يجب أن يتم بطريقة لا تحتاج إلى موافقة الرئيس.إعادة الإعمار
وقبل استقباله نظيره الروسي، أعلن وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس أمس، الاستعداد "للمساهمة في إعادة إعمار" سورية إذا تم التوصل إلى "حل سياسي" يؤدي إلى "انتخابات حرة".وكتب ماس، في سلسلة تغريدات، "من مصلحتنا أن تصبح سورية مستقرة"، مضيفاً: "ندرك حجم الرهان والأمر يتعلق بتفادي الأسوأ أي حصول كارثة إنسانية جديدة، وسأقول للافروف: نأمل ألا يكون هناك هجوم واسع النطاق في إدلب".